للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كيف يفرح من لا يَأمَنُ؟ فقال: إذا نظرَ إلى الفضل فرح، وإذا رجع حزِنَ، حتّى يكون فرحًا في وقت، محزونًا في وقت كحال الخوف والرجاء.

[٨٧٢] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبا الحسين أحمد بن محمد بن إسماعيل يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: قد أكرمهم وأذلهم من قبل أن يخلقهم، وأسْكنهم الجنَّة والنَّار من قبل أن يوفِّقهم لطاعته، ويبتلهم بمعصيته، عدلًا منه وتفضلًا على أوليائه، فسبحانه من كريم ما أكرمه والعجب لمن وجده كيف تركه والعجب لمن لم يجدْه كيف لا يطلبه؟

ثم قال: إنّ السحاب تجري بالرياح، وإنّ العباد إنما يحزنون لالتوفيق، وإنّ التوفيق على قدر القربة والله المستعان.

[٨٧٣] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المهرجاني أخبرنا محمد بن أحمد بن يوسف، حدثنا أحمد بن عثمان، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو الحسن بشر بن سالم، عن مسعر، عن بكير، عن إبراهيم قال: ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة لأنّهم قالوا: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} (١)

وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة (٢) لانهم قالوا: {إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} (٣).

ورواه غيره عن أحمد بن إبراهيم، فقال بشر بن مسلم وقال عن إبراهيم التيمي.


[٨٧٢] أبو الحسين أحمد بن محمد بن إسماعيل، لعله أبو الحسين بن الخلال الذي ذكره الخطيب في "تاريخه" (٤/ ٣٩٥) وقال قال الحاكم: كان حسن الفهم لو صبر على الحديث، فإنه كان يتصوف ويرمي بالحديث مدة ثم يرجع فيكتب.

[٨٧٣] أحمد بن إبراهيم بن كثير، الدورقي، النكري، البغدادي (م ٢٤٦ هـ). ثقة حافظ. من العاشرة (م دت ق).
• بشر بن سالم بن المسيب البجلي ذكره الخطيب في "تاريخه" (٦/ ٩٨) ولم يذكر فيه جرحًا ولا
تعديلًا.
• بكير هو ابن الأخنس. كوفي ثقة. من الرابعة (ز م د س ق). وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٢١٥). وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٧/ ٢٩) برواية ابن أبي حاتم.
(١) سورة فاطر (٣٥/ ٣٤).
(٢) كذا في الأصل. وفي (ن) "أن يخاف أن يكون من أهل النار".
(٣) سورة الطور (٥٢/ ٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>