للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأصم، قال سمعت العباس بن الوليد يقول: سمعمت أب يقول: سمعت الأوزاعي يقول: إذا ذكرت جهنم فليبك من كان باكيًا.

[٩٣١] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، أخبرنا أبو عثمان سعيد بن عثمان، حدثنا رباح بن الجراح الموصلي، قال: كانت آمنة بنت المورع من الخائفين وكانت إذا ذكرت النار قالت: أدخلوا النار، وأكلوا من النار، وشربوا من النار، وعاشوا في النار، ثم تبكي.

وكان بكاؤها أطول من ذلك. قال: وكانت إذا ذكرت النار وأهل النار بكت وأبكت وما رأيت أحدًا أشد خوفًا منها ولا أكثر بكاء.

[٩٣٢] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، حدثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان، قال سمعت السري يقول قلت لبعض العباد: ما الذي أنصب العباد وأخشاهم؟

قال: ذكر المقام وخوف الحساب ثم قال لي: يا أبا الحسن ولم لا تذوب أبدان العباد والزهاد والخدام فزعًا والقيامة أمامهم، ولهم في يومها ما قد علموا ثم صاح صيحة أفزعتني ثم قال: يا أبا الحسن من لي في ذلك الموقف؟ ومن لتحسري تلذذي ولجوعي ولعطشي؟

ثم قال إليك يا أبا الحسن فقد حركت مني ساكنًا وأبرزت مني غمًا كامنًا ثم صاح فقال واطول وقفتاه! واتحسراه واثقل ظهراه من حمل الذنوب والمظالم والخطايا وأوساخ العيوب! ثم قال أوه من حملها! أوه من ذكرها! أوه من ثقلها! أوه من إقراري بها على نفسي! ثم استرجع فقال: سيدي! وأين سترك الجميل القدير سيدي؟ وأين حلمك سيدي؟ فأين عفوك سيدي؟ فأين فضلك المعتمد به لعبادك سيدي؟ فاستنقذني وبرحمتك فسلمني. ثم بكى وأبكانا معه فتركته وهو باك حزين قريح القلب وانصرفت عنه.


[٩٣١] رباح بن الجراح بن عباد، أبو الوليد العبدي، الموصلي. كان يحفظ الرقائق وكلام الزهاد.
وكان شيخًا خاشعًا، صالحًا. كتب عنه يحيى بن معين وأحمد بن إبراهيم الدورقي، وغيرهما من العراقيين. وكان له هناك قدر ومنزلة. توفي سنة نيف وأربعين ومائتين. قال الخطيب: كان ثقة. وذكره ابن حبان في "الثقات" (٨/ ٢٤٣) وراجع "تاريخ بغداد" (٨/ ٤٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>