للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النار وكذلك إن خشي أن يكون أخذ الله منه ما أعطاه ابتلاء له واختبارًا، حتى إن صبر واحتسب أثابه، وإن جزع واضطرب ولم يسلم لقضائه زاده سلبًا فخاف أن ذلك إن كان لم يملك نفسه، وكان منه بعض ما لا يحبه الله تعالى جده، ومن هذا الوجه كان إشفاقه وكراهيته لهذه الأمور فهذا أيضًا محمود. وهذا خوف ينشأ عن التعظيم والمحبة جميعًا.

وأما المذموم فهو أن يكون خوفه بعض هذه الأمور لحرصه على ما له فيها من المنافع الدنيوية، وشدة ركونه إليها، وميله إلى التكثر بما له منها، والتوصل بها إلى ما يريد ويهوى، كان في ذلك رضا الله أو سخطه. وإنما كان هذا مذمومًا للغرض الذي عنه ينشأ هذا الخوف ولأن جميع نعم الله عند العبد من مال وولد وما يشبههما إنما هي عوار، والركون إلى العواري ليس من فعل الفضلاء والمخلصين والله أعلم.

قال البيهقي رحمه الله: وقد جاء في الأخبار والآثار ما يؤكد صحة ما قاله الحليمي رحمه الله في هذا الفصل وسياق جميع ذلك ها هنا يطول فمن ذلك ما:

[٩٦٣] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أخبرنا موسى بن الحسن، حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي-ح.

وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، حدثنا أحمد بن عبيد الصفار، حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا القعنبي، حدثنا سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن عطاء بن أبي رباح أنه سمع عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم ذا ريح وغيم عرف ذلك في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأقبل، وأدبر، فإذا مطرت سري عنه، وذهب عنه ذلك. قالت: فسألته، فقال: "إني خَشِيتُ أن يكون عذَابَا سُلِّط على أمَّتِي" ويقول:- إذا رأى المطر "رحمة الله "- وفي رواية موسى "رحمة" فقط. وقال عرف ذلك في وجهه.

رواه مسلم في الصحيح (١) عن عبد الله بن مسلمة القعنبي.

وأخرجه البخاري (٢) من حديث ابن جريج عن عطاء.


[٩٦٣] إسناده: صحيح.
(١) في الاستسقاء (١/ ٦١٦).
(٢) في بدء الخلق (٤/ ٧٦) عن مكي بن إبراهيم حدثنا ابن جريج فذكره وأخرجه مسلم
في الاستسقاء (١/ ٦١٦) وابن ماجه في الدعاء (٢/ ١٢٨٠ رقم ٣٨٩١) وأحمد في "مسنده"=

<<  <  ج: ص:  >  >>