للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العدل، أخبرنا علي بن أبي صالح، حدثنا أبو حاتم، حدثنا محمد بن عبد الكريم، قال سمعت سعيد بهن عنبسة بن سعيد قال: بينمارجل جالس في الكعبة وهو يعبث بالحصا ويخذفها إذ رجع حصاة منها، فصارت في أذنه فعالجوه بكل الحيل، فلم يقدروا على إخراجها فبينما هو ذات يوم جالسا إذ سمع قارئًا يقرأ هذه الآية: {أَمْ مَنْ يُجيِبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (١)

فوثب الرجل، فقال: يارب أنت المجيب، وأنا المضطر اكشف ضر ما أنا فيه، قال فندرت الحصاة من أذنه.

[١٠٥٧] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال سمعت أبا إسحاق المزكي، يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن أحمد بن أسد الزوزني يقول، حدثنا أبو يعلى أحمد بن موسى البصري، حدثنا غير واحد من أصحابنا، عن إسحاق بن عباد البصري قال رأيت في منامي ذات ليلة قائلًا يقول: أغث الملهوف، قال فانتبهت، فقلت: انظروا هل في جيراننا محتاج؟ فقالوا: ما ندري، قال فنمت ثانيًا، فعاد إلي، فقال: تنام ولم تغث الملهوف، فقمت، فقلت للغلام، أسرج البغل، وأخذت معي ثلاثمائة درهم ثم ركبت البغل فأطلقت عنانه وذكر الحديث في سيره حتى بلغ مسجدًا يصلى فيه على الجنائز، قال فوقف البغل هناك فنظرت فإذا رجل يصلي، فلما أحس بي انصرف، قال فدنوت منه، فقلت يا عبد الله في هذا الوقت في هذا الوضع ما أخرجك؟ قال: أنا رجل خواص كان رأس مالى مائة درهم فذهبت من يدي ولزمني دين مائتي درهم. قال فأخرجت الدراهم قلت هذه ثلاثمائة درهم خذها. قال فأخذها قلت تعرفني؟ قال: لا. قلت أنا إسحاق بن عباد فإن نابتك نائبة فاتني، فإن منزلي في موضع كذا وكذا. فقال: رحمك الله، إن نابتنا نائبة فزعنا إلى من أخرجك هذا الوقت حتى جاء بك إلينا.

[١٠٥٨] سمعت الأستاذ أبا القاسم القشيري رحمه الله يقول سمعت الأستاذ أبا علي


(١) سورة النمل (٢٧/ ٦٢).

[١٠٥٧] أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أسد الزوزني لم أجده. وكذا أبو يعلى- وفي الأصل أبو علي- أحمد بن موسى البصري وشيخه إسحاق بن عباد البصري.

[١٠٥٨] أبو القاسم القشيري هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة (م ٤٦٥ هـ) الإمام الزاهد القدوة، الصوفي، المفسر، صاحب "الرسالة" المعروفة في التصوف. تقدم في الأصل والفروع وصحب العارف أبا علي الدقاق، وتزوج بابنته، وجاء منها أولاد نجباء. كان من =

<<  <  ج: ص:  >  >>