للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنهم لا يُؤمِنون لِيَقْطَع طَمَعَه عَنهم، ولا يَتَأذَّى بِسَبَب ذَلك، فإنَّ اليَأس إحْدَى الرَّاحَتين (١).

وفَصَّل ابنُ جُزي في الآيَة بِنَاء على الْمُرَاد بالضَّمِير الْمُنْفَصِل، فَقَال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) فِيمَن سَبَق القَدَر أنه لا يُؤمِن كَأبي جهل، فإنْ كَان (الَّذِينَ) للجِنْس فَلَفْظُها عَامّ يُرَاد به الْخُصُوص، وإنْ كَان للعَهْد فَهو إشَارَة إلى قَوْم بأعْيَانِهم (٢). ثم ذَكَر الْخِلاف.

في حين نَقَل ابنُ كثير القولين: الأوَّل الْمَرْويّ عن ابن عباس في حِرْصِه صلى الله عليه وسلم على هِدَايَة قَومِه، والقَول الثَّاني الْمَرْوي عن أبي العَالِية في أنها في قَتادَة الأحْزَاب، ثم رَجَّح القَوْل الأوَّل بِقَولِه: والْمَعْنَى الذي ذَكرناه أوّلًا - وهو الْمَرْويّ عن ابن عباس في رواية علي بن أبي طلحة - أظْهَر، ويُفَسَّر بِبَقِية الآيات التي في مَعناها (٣).

ونقل الثعالبي قول ابن عطية السَّابِق، فقال: اخْتُلِف فيمن نَزَلَتْ هَذه الآيَة بَعْد الاتِّفَاق عَلى أنها غَير عَامَّة لِوُجُود الكُفَّار [الذين] (٤) قد أسْلَمُوا بَعدها (٥). ثم ذَكَر الْخِلاف.

ونَقَل الشوكاني قول القرطبي في الآية، وارْتَضَاه (٦).


(١) التفسير الكبير، مرجع سابق (٢/ ٣٧).
(٢) التسهيل لعلوم التنْزيل)، مرجع سابق (١/ ٣٧).
(٣) تفسير القرآن العظيم، مرجع سابق (١/ ٢٧٧).
(٤) زيادة يقتضيها السياق.
(٥) الجواهر الحسان، مرجع سابق (١/ ٣١) وهذا هو نصّ قول ابن عطية السابق، إلَّا أنَّ الثعالبي لم يُشِر إليه.
(٦) فتح القدير، الشوكاني (١/ ٣٩).

<<  <   >  >>