للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وضَعَّف ابن كثير مَا رَواه الترمذي عن عبد الله بن عامر بن ربيعة عن أبيه في سَبَب نُزُول هذه الآيَة (١).

كَمَا ضَعَّف مَا رَواه الترمذي (٢) أيضًا مِنْ حَدِيث أبي هريرة مَرْفُوعًا: مَا بَيْن الْمَشْرِق والْمَغْرِب قِبْلَة. ورجَّح ابن كثير وَقْف الْحَدِيث تَبَعًا للدارقطني والبيهقي.

وأوْرَد أيضًا ما حكاه ابن جرير في سبب النّزول، وأنّها نَزَلتْ في شَأن النَّجَاشي.

ومَا قَاله ابن جرير في احْتِمَال أن يَكون الْمَقْصُود قِبْلَة الدُّعَاء، فأيْنَمَا تُولُّوا وُجُوهَكُم في دُعائِكم لي فَهُناك وَجْهِي (٣).

وحَكى الثعالبي الْخِلاف، فَقَال: واخْتُلِف في سَبَب نُزُول هذه الآيَة، فقال ابن عمر: نَزَلَتْ هذه الآية في صَلاة النَّافِلَة في السَّفر حَيْث تَوَجَّهَتْ بالإنْسَان دَابَّتُه (٤).

وقال النخعي: الآيَة عَامَّة: أيْنَمَا تُوَلُّوا في مُتَصَرَّفَاتِكم (٥) ومَسَاعِيكُم فَثَمّ وَجْه الله، أي: مَوضِع رِضَاه وثَوابه وَجِهَة رَحْمَته التي يُوصَل إليها بِالطَّاعَة (٦).

وقال عبد الله بن عامر بن ربيعة: نَزَلَتْ فِيمَن اجْتَهَد في القِبْلَة فأخْطَأ.

وقيل: نَزَلَتْ الآية حين صُدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت (٧).


(١) وقد ضعّفه الترمذي - كما تقدّم - وضعّفه ابن حزم في المحلى (٣/ ٢٣١).
(٢) (ح ٣٤٢) ورواه ابن ماجه (ح ١٠١١) مِنْ طريق أبي معشَر، وبه ضعفه النسائي في المجتبى (٤/ ١٧١)، ورواه الترمذي من غير طريق أبي معشر (ح ٣٤٤) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وقال الألباني: صحيح (إرواء الغليل ح ٢٩٢).
(٣) تفسير القرآن العظيم، مرجع سابق (٢/ ٢٨ - ٣٥).
(٤) رواه مسلم. وقد تقدم تخريجه.
(٥) فيما نقله القرطبي: منصرفاتكم.
(٦) تقدم أن "الوجه" صفة ثابتة لله تبارك وتعالى. قال ابن عبد البر (التمهيد ٧/ ١٥١): والنجاة في هذا: الانتهاء إلى ما قال الله عز وجل، ووصف به نفسه بوجهٍ ويدين، وبسط، واستواء، وكلام. اهـ.
وتأتي الإشارة إلى قول ابن تيمية في هذه الآية على وجه الخصوص.
(٧) الجواهر الحسان، مرجع سابق (١/ ١٠١).

<<  <   >  >>