للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسَطِيح (١)، ووَرَقة بن نَوفل الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: رأيته يَنْغَمِس في أنْهَار الْجَنَّة (٢). فَهؤلاء ومَن كَان مِثْلهم حُجَّة على أهْل زَمَانِهم، وشَهِيد عَليهم، والله أعلم.

وقَوله: (وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا) تَقَدَّم في "البقرة" (٣) و"النساء" (٤).


(١) هو كاهن جاهلي، كانت العرب تحتكم إليه، ويضرب المثل بجودة رأيه. أخباره في: سيرة ابن هشام (١/ ١٥١ وما بعدها)، وتاريخ الأمم والملوك، الطبري (١/ ٤٥١ وما بعدها)، وفي تاريخ دمشق، ابن عساكر (٢٦/ ٣٦٢).
قال الفيروز آبادي في القاموس (ص ٢٨٦) مادة "سطح": وكاهن بني ذئب، وما كان فيه عظم سوى رأسه.
وفي لسان العرب (٢/ ٤٨٣): السطيح المستلقي على قفاه من الزمانة. سطيح هذا الكاهن الذئبي، من بني ذئب، كان يتكهن في الجاهلية، سمي بذلك لأنه كان إذا غضب قعد منبسطًا فيما زعموا، وقيل: سمي بذلك لأنه لم يكن له بين مفاصله قصب تعمده، فكان أبدًا منبسطًا منسطحًا على الأرض، لا يقدر على قيام ولا قعود.
ويُقال: كان لا عَظْم فيه سوى رأسه.
(٢) لعل القرطبي نَقَل هذا من حفظه، وقد جاء في فضل ورقة بن نوفل قوله عليه الصلاة والسلام: لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين. رواه الحاكم (ح ٤٢١١) وصححه على شرط الشيخين، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٣/ ٢٤)، وقال الهيثمي (٩/ ٤١٦): رواه البزار متصلًا ومرسلًا … ورجال المسند والمرسل رجال الصحيح. وأورده الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (ح ٤٠٥).
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ح ٦٠٢)، وأبو يعلى (ح ٢٠٤٧) من حديث جابر بلفظ: رأيته يمشي في بطنان الجنة عليه حلة من سُندس. وفي إسناده عندهما مجالِد بن سعيد، وفي التقريب (ترجمة ٦٥٢٠): ليس بالقوي، وقد تغيّر في آخر عمره.
وروى الطبراني (ح ٢١٧) من حديث أسماء بنت أبي بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن ورقة بن نوفل فقال: يُبْعَث يوم القيامة أمة وحده.
وفي مسند أحمد (ح ٢٤٣٦٧)، وجامع الترمذي (ح ٢٢٨٨) من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ورقة بن نوفل وعليه ثياب بيض، وفي إسناده ابن لَهيعة، وأشار الترمذي إلى ضعف الحديث.
(٣) في تفسير قوله تعالى: (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة: ١٤٣]، وأما في النساء فقد تقدّم النقل عنه آنفًا.
(٤) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (١٠/ ١٤٦، ١٤٧).

<<  <   >  >>