للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأكَّد على الْخُلُود الأبَدِيّ للكُفَّار في النَّار، حَيث قَال في آيَة "الأحزاب": (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) يَقُول: مَاكِثِين في السَّعِير أبَدًا إلى غَيْر نِهَايَة (١).

وقَال مِثل ذَلك في تَفْسِير آيَة "الجن" (٢).

ومَعْنَى (خَالِدِينَ فِيهَا) عند السمرقندي: مُقِيمِين في النَّار. (إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) قال الكلبي: مَشيئة الله مِنْ كُلّ شَيء.

ويُقَال: (إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) البَرْزَخ والقِيَامَة، يَعْنِي: قَدْ شَاء لَهم الْخُلُود فِيها.

ويُقَال: إلَّا مَا شَاء الله مِنْ إخْرَاج مَنْ يُخْرَج مِنهَا مِنْ أهْل التَّوحِيد (٣).

ومَعْنَى آيَة "النساء" عنده (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا): يَعْنِي "دَائمِين فِيها" (٤).

وفي آيَة "هُود" حَكَى السمرقندي مَا حَكَاه ابن جرير في مَعْنَى دَوَام السَّمَاوَات والأرْض ممَّا تَعارَفتْ عليه العَرَب، ومَا جَاء في مَعْنَى السَّمَاوَات والأرْض، ومَعْنَى الْخُلُود، وأنَّ "مَعْنَاه أنّهُم خَالِدُون فِيها أبَدًا، ثم قال: (إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) إن شَاء أدْخَل النَّار خَالِدًا، وإن شَاء أخْرَجَه إن كَان مُوَحِّدًا وأدْخَلَه الْجَنَّة" (٥).

ولم يَتَطَرَّق لِمَعْنَى الْخُلُود والتَّأبِيد في آيَة "الأحزاب".

وأمَّا في آيَة "الجن" فَاقتَصَر على قَوله: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) في التَّوحِيد ولَم يُؤمِن بِه (فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) أي: مُقِيمِين في النَّار أبَدًا، يَعْنِي: دَائمًا (٦).


(١) جامع البيان، مرجع سابق (١٩/ ١٨٨).
(٢) انظر: المرجع السابق (٢٣/ ٣٥٠).
(٣) بحر العلوم، مرجع سابق (١/ ٥٠١).
(٤) المرجع السابق (١/ ٣٨٤).
(٥) المرجع السابق (٢/ ١٧١).
(٦) المرجع السابق (٣/ ٤٨٤).

<<  <   >  >>