للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال مجاهد: هو الطِّين الْمُنْتِن، واخْتَاره الكِسائي، قال: وهو مِنْ قَوْل العَرَب: صَلّ اللحْم وأصَلّ، إذا أنْتَن … يَصِلّ صُلُولًا (١) … وطِين صِلال ومِصْلال، أي: يُصَوِّت إذا نَقَرْته كَمَا يُصَوِّت الْحَدِيد، فَكَان أوَّل تُرَابًا، أي: مُتَفَرِّق الأجْزَاء، ثم بُلّ فَصَار طِينًا ثم تُرِك حتى أنْتَن فَصَار حَمأ مَسْنُونا، أي: مُتَغَيِّرًا، ثم يَبس فَصَار صِلْصَالًا، على قَوْل الْجُمْهُور … والْحَمَأ الطّين الأسْوَد، وكذلك الْحَمْأة بالتسكين … وقال أبو عُبيدة: الْحَمْأة - بِسكون الميم - مِثْل الكَمْأة، والْجَمْع حَمْء، مِثل: تَمْرَة وتَمْر.

والْحَمَأ الْمَصْدَر، مِثْل الْهَلَع والْجَزَع، ثم سُمِّي به.

والْمَسْنُون الْمُتَغَيِّر. قال ابن عباس: هو التُّرَاب الْمُبْتَلّ الْمُنْتِن، فَجُعِل صِلْصَالًا كالفَخَّار.

وقال الفراء: هو الْمُتَغَيِّر.

وقال أبو عبيدة: الْمَسْنُون الْمَصْبُوب.

ورَوى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: الْمَسْنُون الرَّطب، وهذا بِمَعْنى الْمَصْبُوب؛ لأنه لا يَكون مَصْبوبًا إلّا وهو رَطب. النحاس: وهذا قَول حَسَن؛ لأنه يُقال: سَنَنْت الشيء، أي: صَبَبْته … وقال سيبويه: الْمَسْنُون الْمُصَوَّر. أُخِذَ مِنْ سُنّة الوَجْه، وهو صُورته .... وقال الأخفش: الْمَسْنُون الْمَنْصُوب القَائم، مِنْ قَوْلهم: وَجْه مَسْنُون، إذا كَان فيه طُول.

وقد قِيل: إنَّ الصِّلْصَال التُّرَاب الْمُدَقَقّ، حَكاه المهدوي.

ومَن قال: إن الصِّلْصَال هو الْمُنْتِن، فأصْله صَلّال، فأبْدَل مِنْ إحْدَى اللامَين الصَّاد.

و (مِنْ حَمَإٍ) مُفَسِّر لِجِنْس الصِّلْصَال، كَقَولك: أخَذْتُ هذا مِنْ رَجُل مِنْ العَرب (٢)


(١) انظر: لسان العرب، مرجع سابق (١١/ ٣٨٢، ٣٨٣).
(٢) الجامع لأحكام القرآن، مرجع سابق (١٠/ ٢١ - ٢٣) باختصار.

<<  <   >  >>