للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

(وأول ما أحدثه الناس النقط على الباء والتاء وقالوا: لا بأس به وهو نور له أي: ظهور له، ثم أحدثوا نقطًا ثلاثًا عند منتهى الآي، ثم أحدثوا الفواتح والخواتم كذا روى الأوزاعي (١) أيضًا عن يحيى بن أبي كثير (٢)، وقال: كان القرآن مجردًا في المصاحف) (٣)، ونقل الأوزاعي أيضًا عن قتادة (٤) أنه قال (بدأوا فنقطوا ثم خمَّسوا) (٥).

وأما الشكل فقد جعلوه نقطًا بالحمرة، ثم أحدث الخليل (٦) له هذه الصور لئلا يغلط العامة في قراءة الآيات والسور، ومن هنا كأنه قيل (٧): (العلم نقطة كثَّرها الجاهلون) (٨) أي: كان قليلًا يفهمه العاقلون فسبَّبَ كثرتَه الغافلون.


(١) عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الأوزاعي، شيخ الإسلام وإمام أهل الشام، كان إمامَ أهل زمانه ثقة مأمونًا صدوقًا فاضلًا خَيِّرًا كثير الحديث والعلم والفقه، مات في بيروت مرابطًا سنة ١٥٧. اهـ مختصرًا من سير أعلام النبلاء ٧/ ١٠٧.
(٢) يحيى بن أبي كثير واسمه صالح بن المتوكل الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي، من أثبت الناس إنما يعد مع الزهري ويحيى بن سعيد، إمام لا يحدث إلا عن ثقة مات سنة ١٢٩. اهـ مختصرًا من طبقات الحفاظ ١/ ٥٨ ترجمة رقم (١١٣).
(٣) رواه أبو عمرو الداني في المحكم صـ ٢ بسنده عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير والمؤلف قدم فيه وأخّر، ولا يضر.
(٤) ابن دعامة أبو الخطاب السدوسي البصري؛ الأعمى؛ المفسر أحد الأئمة في حروف القرآن وله اختيار، وكان يضرب بحفظه المثل، توفي سنة ١١٧. اهـ من الغاية ٢/ ٢٥ ترجمة (٢٦١١).
(٥) رواه أبو عمرو الداني في المحكم صـ ٢ بسنده عن الأوزاعي قال سمعت قتادة وذكره.
(٦) أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري؛ الإمام؛ صاحب العربية ومنشئ علم العروض أحد الأعلام، أخذ عنه سيبويه النحوَ؛ والنضرُ بن شميل والأصمعي وآخرون، وكان رأسا في لسان العرب ديِّنا ورعًا قانعًا متواضعًا متقشفًا متعبدًا كبير الشأن مفرط الذكاء، إذا أفاد إنسانًا شيئًا لم يُرِهِ بأنه أفاده، وإن استفاد من أحد شيئًا أراه بأنه استفاد منه، وثقه ابن حبان، ومات سنة ١٧٠ وقيل قبلها، وله كتاب العين في اللغة، ومات ولم يتممه ولا هذبه ولكن العلماء يغرفون من بحره. اهـ من سير أعلام النبلاء ٧/ ٤٢٩ ترجمة رقم (١٦١).
(٧) كذا في جميع النسخ، ولعل صوابها: وكأنه من هنا قيل.
(٨) عزاه الصنعاني في سبل السلام ٤/ ١٧٨ باب الزهد والورع، وفي إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد (١/ ١٨٢) إلى علي -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>