للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال المبرِّد (١): (والشكل الذي في الكتب من عمل الخليل، وهو مأخوذ من صور الحروف الضم واو صغيرة وضعها في أعلى الحروف لئلا يلتبس بالواو المكتوبة، والكسرة ياء صغيرة تحت الحرف، والفتحة ألف مبطوحة فوق الحرف) (٢).

وقيل: (أول من أعرب المصحف بالنقطة يحيى بن يَعمَر وقيل: نصر (٣) بن عاصم الليثي (٤) وقيل: أبو الأسود (٥) (٦).

وقال أبو عمرو الداني: (يجوز أن يكون يحيى بن يَعمَر ونصرُ بن عاصم أولَ من نقطها، وأخذا ذلك من أبي الأسود إذ كان السابقَ إلى ذلك، والمبتدئَ به فيما هنالك، فأبُو الأسود أول من نقط الحركات والتنوين، وأما الهمزة والتشديد والروم والإشمام فللخليل (٧).

وذلك بأن زياد ابن أبيه قال لأبي الأسود: إن هذه الحمراء -يعني الأروام والأعجام (٨) - قد كثرت -أي: فيما بين أهل الإسلام- فأفسدت من ألسن


(١) محمد بن يزيد بن عبد الأكبر بن عمر بن حسان أبو العباس النحوي، روى القراءة عن أبي عثمان بكر بن محمد المازني، توفي سنة ٢٨٦ بالكوفة عن ٦٦ سنة. اهـ من الغاية ٢/ ٢٨٠ ترجمة (٣٥٣٨).
(٢) قال الداني في المحكم صـ ٧: (وقال أبو الحسن بن كيسان قال محمد بن يزيد) وذكره.
(٣) كذا في (ل) وهو الصواب، وفي سائر النسخ نصير.
(٤) ويقال الدؤلي البصري، النحوي، قرأ القرآن على أبي الأسود الديلي، وسمع من مالك بن الحويرث وأبي بكرة الثقفي، ويقال إنه أول من نقط المصاحف وخمَّسَها وعشَّرَها، وثقه النسائي وغيره، وتوفي قبل سنة ١٠٠. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ٧١ ترجمة رقم (٢٧).
(٥) هو الدؤلي؛ ظالم بن عمرو قاضي البصرة، قرأ على علي -رضي الله عنه- وروى عن عمر وأبي بن كعب وابن مسعود وأبي ذر -رضي الله عنهم- والكبار، وهو أول من وضع مسائل في النحو بإشارة علي -رضي الله عنه-، أخذ عنه يحيى بن يعمر وجماعة، وقد أسلم في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يره، وثقه أحمد العجلي وغيره توفي سنة ٦٩. اهـ مختصرًا من معرفة القراء الكبار ١/ ٥٩ ترجمة رقم (١٨).
(٦) ذكر الأقوال الثلاثة أبو عمرو في كتاب النقط المطبوع في آخر المقنع صـ ١٢٤ - ١٢٥.
(٧) قال الداني في النقط صـ ١٢٥ (وأكثر العلماء على أن المبتدئ بذلك أبو الأسود الدؤلي؛ جعل الحركات والتنوين لا غير، وأن الخليل بن أحمد هو الذي جعل الهمز والتشديد والروم والإشمام) وانظر: المحكم صـ ٦ - ٧.
(٨) أي: وسائل الإعجام وهو كما قال ابن منظور في اللسان ١١/ ٣٥٨: (وشَكَل الكتابَ يشكُله شكلًا، وأشكله: أعجمه، وقال أبو حاتم: شكلت الكتاب أشكله فهو مشكول إذا قيدته بالإعراب، وأعجمت الكتاب إذا نقطته).

<<  <   >  >>