للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

احتمالًا للقراءتين (١)، والأَولَى بالحذف هو الأُولى في القياس (٢)؛ لأن الثانيةَ علامةُ التثنية.

ثم اعلم أن السخاوي قال: (إن أصل تَرَاءَى الْجَمْعَانِ مثل: تعاظم (٣)، فقلبت الياء (٤) ألفًا لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار تراءا فكرهوا اجتماع الصورتين فحذفوا الأخيرة (٥) على مقتضى القياس، وذلك أنها قد سقطت في اللفظ لما اجتمعت مع الساكن وهو لام الْجَمْعَانِ، فلما كانت في اللفظ ساقطة أسقطوها منه في الخط، وأيضًا فإنها في الطرف، والطرف موضع التغيير، وأيضًا فإن الألف الأولى من هذه الكلمة هي ألف تفاعل فهي دالة على هذا البناء فكانت أَوْلى بأن تثبت (٦) (٧)، واختار أبو عمرو أن يكون المحذوفُ الألفَ الأولى وأن تكون الثانيةُ هي الثابتة، قال في المقنع (٨): (وهو أوجه عندي) واستدل على ذلك في بعض كتبه (٩): (من ثلاثة أوجه:

أحدها: أن ألف البناء زائدة والأخيرة لام الفعل والزائد أولى بالحذف من الأصلي.


(١) أي: قراءة التوحيد والتثنية؛ إذ لو كتبت بألفين لما احتملت قراءة الإفراد، أما إذا كتبت بألف واحدة فيكون حذفُ الثانية حذفَ إشارة، وقد قال في النشر ٢/ ٣٦٩: (قرأ المدنيان وابن كثير وابن عامر وأبو بكر بألف بعد الهمزة على التثنية، وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد). وانظر: الكشف ٢/ ٢٥٨ - ٢٥٩، والإقناع ٢/ ٧٦١.
(٢) وهي صورة العين كما تقدم قريبًا.
(٣) في الوسيلة: (أن أصل تَرَاءَى تَرَاءَيَ مثل تعاظم).
(٤) أي: فقلبت الياء من تراءَيْ.
(٥) وهي لام الفعل التي هي الياء صورة الألف المقصورة.
(٦) كذا في (ل) و (س) وهو موافق لما في الوسيلة، وفي (ز ٤) و (ص) و (بر ١) و (ز ٨) "يثبت".
(٧) انظر: الوسيلة إلى كشف العقيلة صـ ٢٩٦ - ٢٩٧.
(٨) صـ ٢٥ باب ما حذفت منه الألف اختصارًا.
(٩) ذكر هذه الأوجه في المحكم في نقط المصاحف صـ ١٥٩ وقال بعد ذكرها: (وهذا المذهب عندي في ذلك أوجه وهو الذي أختار وبه أَنْقُط)، والمؤلف نقلها من الوسيلة؛ إذ اللفظ للوسيلة والمعنى للداني.

<<  <   >  >>