للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في تجهيز جيوشها للدخول في الحرب البونيقية الثالثة. وما أجدرها أن تسمى حرب التين!

في سنة (١٤٩) وجهت رومة جيشا الى أفريقية. ولما نزل بصقلية جاءته رسل قرطاجنة معترفين بالجناية على الصلح مع أنهم كانوا مدافعين لا هاجمين. وقدم أولئك الرسل لضباط الجيش (٣٠٠) من أعيان قومهم رهنا. ولكن الجيش سار لطيته وكان عدده ثمانين ألفا. ولما نزل بتراب قرطاجنة طلب منها- تكفيرا عن جناية نقض الصلح! - تسليم جميع المواد الحربية وآلات الصناعة. فلبت الطلب! وكان مما استلمه الجيش الروماني مائتا ألف درع، وثلاثة آلاف مقلاع، عدا المراكب وغيرها. وبعد استلام ما طلبه الجيش الروماني أولا طلب ثانيا منها أن تتخلى له عن خمسة عشر ميلا من ترابها. فطلبت تأجيل الجواب عن ذلك الى شهر. ووافقها الجيش على هذا الطلب لاعتقاده أنها عاجزة عن أي مقاومة.

أثار هذا السلوك الممقوت والخداع الخبيث حمية القرطاجنيين. فهاجموا وثاروا في وجوه الذين مكنوا الرومان من قوتهم. وجمعوا عشرين ألف جندي تحت قيادة صدر بعل. وتهيأ السكان أجمعون للدفاع عن المدينة. وكان عددهم سبعمائة ألف. وخرج صدر بعل بجيشه من المدينة ليتمكن من تموينها. واستعد الباقون للحصار تحت رئاسة حفيد مصينيسا المسمي صدر بعل. ونهضوا أثناء ذلك الشهر للعمل بنشاط غريب حتى أنهم هدموا الديار ليأخذوا أخشابها ويصنعوا منها السفن وآلاتها وحلقت النساء شعورهن ليفتل منها الحبال.

وعندما تم الامد جاء الجيش الروماني ليدخل المدينة فوجدها على غاية الحصانة. وتحرج موقفه. ثم فشا فيه المرض والعصيان. وكان القرطاجنيون بخلاف ذلك تزداد حرارتهم الوطنية بطول الحصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>