في لم شعثها. وأخرجت من عاصمتها شيعة مصينيسا الذين كانوا يدعون الى حماية التراب القرطاجني من الرومان بالدخول في طاعته والاستظلال برايته.
غضب مصينيسا من طرد حزبه. وأرسل الى قرطاجنة اثنين من أولاده احتجاجا على ذلك. فقوبلا بكل ازدراء وامتهان. إذ ذاك أرسل ولده غولوسة الى رومة مخبرا لدولتها بما صنعت قرطاحنة. فأرسلت رومة اليها تهددها بالحرب ان هي نقضت اليوم ما أبرمته بالامس.
لم تحفل قرطاجنة بهذا التهديد. ولم يترقب مصينيسا ما يكون من رومة. فهجم على الحدود. وخرج اليه صدر بعل بخمسة وعشرين ألفا من المشاة وأربعة آلاف فارس. فاقتتل الفريقان. وبرق لصدر بعل بارق الانتصار أولا. ثم استحر القتال. ولم يتبين غالب من مغلوب. فاراد صدر بعل أن يخاطب- وهو قوي- عدوه في الصلح. فأجابه مصينيسا بطلب رد الاسرى. فامتنع من ذلك. وعاد الفريقان للقتال. فانجلت المعارك عن هزيمة صدر بعل. فطلب الصلح من جديد. وتم على الصفة الآتية:
١ - رد الاسرى من غير فداء.
٢ - اعادة المنفيين من حزبه لقرطاجنة.
٣ - غرامة حربية مقدارها خمسمائة حمل من الفضة في مدة خمسين سنة.
٤ - وضع السلاح.
عاد القرطاجنيون بعد ذلك الى عاصمتهم. وبينما هم سائرون اذ هجم عليهم غولوسة. ففتك بهم فتكا ذريعا. وذلك سنة (١٥٠).