مشتغلا بتخريب عمران البربر وافساد فلاحتهم وحصار المدن التي لم تخضع لقوتهم. وقد ثبت أهل زامة في مقاومة الرومان حتى أدرهكم يوغورطة وأجلاهم عنهم وفك حصارهم. ولم تثبت المدن التي احتلها الرومان في هذه الحرب تحت نفوذهم بل خرجت من قبضتهم.
ولما رأى ميتلوس ان قوته لا نجديه أمام دهاء يوغوطة، وان انتصاره عليه لم يجن منه أي فائدة عدل عن الهجوم واختار أن يقابل دهاء يوغورطة بالخداع وان يأخذه بسلاح الخيانة. وكان الشتاء قد حل وحال بينه وبين أعماله التخريبية. فعاد الى الولاية الرومانية. وتفرغ لتدبير مكيدة ليوغورطة. فأرسل الى قائده بوملكار يطمعه في دولة ملكه ان هو أعانه على خديعته. فحدثت بوملكار نفسه بخلافة يوغورطة في عظمته. وانخدع ليتلوس.: وطابت نفسه بخيانة ملكه ووطنه. فأخذ يشير على يوغورطة بترك الحرب وطلب المفاوضة في الصلح حتى أثر عليه وتفاوض مع الرومان. وتمت المفاوضة بالاتفاق على مواد الصلح. وأخذوا في تنفيذها. وكان منها تسليم عدد عظيم من الافيال والاموال والاسلحة، ورد الفارين من الجيش الروماني. ونفذت هذه المواد. ثم صار ميتلوس يلح على يوغورطة في زيارة مركزه. وإذ ذاك شعر بالمكيدة واتضحت له خيانة بوملكار. فمثل به وقتله. وهكذا فليكن سلم الخيانة: لا يبعد صاحبه فيه المرتقى حتى يسقط على أم رأسه من غير أن يفوز بأمنيته.
ولما خاب ميتلوس في هذه السياسة ولم يقع بشركه قنصه عاد الى الحرب. واستأنف أعمال التخريب والتدمير. فذهب الى باجة وافتتحها من جديد ومثل بأهلها.
وفي سنة (١٠٧) هجم ميتلوس على نوميديا وفر أمامه يوغورطة إلى قرطة. فلحقه وافتتحها. ففر يوغورطة الى الجنوب. ثم عاد