وحاربه بالزاب والحضنة وجبالهما شمالا وغربا. حتى أنه استولى على مدينة حصينة فوق جبل عال. وهي من قلاع البربر التي يحسنون وضعها على الكهوف الصعبة المرتقى. وكان بهذه المدينة بقية أموال يوغورطة. كل هذا وبوكوس على الحياد.
لما انتقلت الحرب الى الناحية الغربية أعاد يوغورطة خطابه لبوكوس في التعاون ضد الرومان. ووعده على نصرته ثلث نوميديا. فلباه والتقيا. واجتمع باتحادهما عدد عديد من الجنود بارزا بها جنود مريوس. واشتد القتال يوما كاملا. وأحاط البربر ليلا بالرومان. وأوقدوا النيران يغنون عليها ويرقصون واثقين بانتصارهم على عدوهم. وفي الغد أخذهم تعب السهر. فهجم عليهم الرومان في هذه الحال. وفتكوا بهم فتكا ذريعا. ومن نجا من الموت ركب متن الفرار.
ذهب مريوس الى قرطة بعد هذا الانتصار. فاعترضه البربر في الطريق. وهم من جنود يوغورطة وبوكوس. وأنقسموا أربعة أقسام. ودامت المعركة بشدة ثلاثة أيام. وكانت غرب سطيف. وجاء صيلة لددا لمريوس. وأسفرت هذه الواقعة عن انتصار مريوس. فأتم سيره حتى دخل قرطة. كل هذا ولم تتم سنة (١٠٧).
لم ير بوكوس انتصارا يشجعه وهو من رجال الاستغلال من أبطال الاستقلال. فأرسل رسله الى مريوس في طلب الصلح. ولما بلغوا قرطة وجههم مريوس الى رومة ليقدموا مطلب أميرهم الى مجلس الشيوخ. ووجه صيلة رسولا إلى بوكوس. وبعد مسير صيلة خمسة أيام التقى في الطريق بفولوكس بن بوكوس الذي وجهه والده لملاقاة رسول مريوس.
لما وصل صيلة الى بوكوس وجد عنده رسولا من قبل يوغورطة.
فأجس في نفسه خيفة. ولكنه فاز بدهائه وجبن بوكوس على