حجر الجير به." قال: "وقد تقص هذا الحجر منه تدريجا ونقص معه حجم الحبوب".
ومما يوضح لك تقارب احالة الارض في ذلك العهد وفي هذا العصر شدة العناية بجلب الماء حسبما دلت عليه آثار بأماكن متعددة. قال غسال: "وكثير من تلك الآثار وقع قبل الرومان. وانما هم حافظوا عليها وأنشاوا غيرها".
وهذه الآثار منها تفجير العيون، ومنها حفر الآبار، ومنها اتخاذ المآجل، ومنها بناء السواقي ذات الحنايا، ومنها سد الاودية. قال بيروني: "ومنها بالحضنة ثلاثة سدود بواد واحد. الكبير منها يحمل نحو (١٢٠٠٠٠٠) ليترا." قال غسال: "ولم يزل الى اليوم مئات من الآبار بجنوب سطيف وشمال أوراس.
ولهم قوانين دقيقة لتوزيع المياه على السكان. عثر على قانون لتوزيع المياه على سكان لمصبه (مروانة) ينص على عدد أشجار كل فلاح من زيتون وغيره، وعلى عدد ساعات السقي.
ونفقة تلك الخدمات المائية اما على البلديات أو شركات أو أفراد.
قال غسال:"والغرض من جلب المياه اما الشرب أو سقي أشجار الزيتون والبساتين. ولم يعتنوا بجلب المياه الى الاراضي الزراعية على احتياجها الى ذلك".
وكانت آلة الفلاحة بسيطة. وهي مثل ما للجزائريين اليوم. وللفلاحين معرفة بتوزيع الحبوب على الارض حسب الصلاحية.
وكان شجر الزيتون وغيره من ذوات الاثمار والفواكه كثيرا يظنه الرائي غابات. وتوجد آثار معاصر الزيت بجهات كثيرة.