ولقد تشارك الاغنياء والاباطرة في تنشيط الفلاحة. فكان المشتغلون بغراسة الزيتون والكروم يعفون من الضرائب سنين. ومن الاباطرة الذين اعتنوا بتنشيط الفلاحة قسطنطين. فقد أعفى آلات الفلاحة من الاداء على التجارة الخارجية، وأعفى العملة بأرض الفلاحين من الخدمات التي كانت تلزمهم بها الدولة عند العجز عن اداء الخراج، واشتد على الاغنياء الذين يريدون ان يبتلعوا بقروضهم صغار الفلاحين حتى صار يحكم بالقتل على كل مالي يريد ان يفتك من الفلاح الصغير عند العجز عن أداء الدين أرضه أو عبيده أو حيواناته أو آلاته. وقبله كان الامبراطور ادريانس (١١٧ - ١٣٨) اعتنى بأفريقية وقدم اليها بنفسه سنة (١٢٢) فنشط الاستعمار. وادخل على الوطن البربري اصلاحات جمة. واقتدى به بعض البلديات في ذلك. فأنفقت قرطة من ماليتها على جعل طريق منها الى رسقاد. وأحبته العامة. ولكثرة حسناته على أفريقية دعي "مصلح أفريقية" RESTAURATEUR de l' AFRIQUE وطبع هذ اللقب على صفحات النقود.
وعلى نتائج الوطن البربري كانت رومة تعتمد في حياتها، حتى أن الوالي الذي يثور بهذا الوطن على رومة يسرع قبل كل شيء الى قطع اصدار الحبوب الى رومة.
كانت رومة تجلب من أفريقية الشمالية الحبوب والزيتون والعنب والتمر والفواكه والتوابل. وتجلب ايضا الرخام والاخشاب والخيل والغزال وبعض الحيوانات المفترسة لترويضها في الملاعب والنحاس والرصاص والحديد وسبائك الفضة والتبر والعبيد السود والصوف والجلود والبقر والغنم وشمع النحل وكل مواد الحياة والرفاهية.
مواد حياة رومة كانت تأتيها من أفريقية الشمالية لمدة ثمانية