أشهر (شتنبر- ابريل)، ومن مصر لمدة اربعة اشهر. ولما اتخذ قسطنطيين بيزنطة عاصمة لمملكته اختصت افريقية بتموين رومة، ومصر بتموين بيزنطة.
ويبلغ فب بعض السنين ما تأخذه رومة من شمال افريقية (٣٤٨٠٠٠) طن.
واتخذت رومة سفنا خاصة لنقل حبوب أفريقية، ومراكز لجمعها ووكلاء للقيام على اصدارها، وأعفتها من أداء التجارة الخارجية.
ومن المركزا التي كانت تجمع بها الحبوب لتصدر الى رومة: وادي مجردة، تغاست، مدورس، تفيست، لمبس، ناحية سيطيفس. قال بيروني:"يحمل من هذه المراكز كل عام ما يقرب من مليوني قنطار قمحا".
وما تأخذه رومة من افريقية بصفة خراج تبيعه هنالك لابنائها ثم صارت تقسمه مجانا على أهل الحاضرة والبادية. وكان عدد الذين تمونهم الجمهورية برومة (٣٢٠٠٠٠). ولما جاء يوليوس قيصر نقص من هذا العدد نصفه. وبعده جاء أغسطس فبلغ عددهم (٢٠٠٠٠٠) وفي سنة ٦٤م احترقت رومة فكان نيرون الامبراطور محتاجا الى تعزيز مالية الدولة فقطع هذا المعاش عن أهله. وبعد وفاته أعاده خلفه.
وكان لتوزيع القمح قوانين خاصة مشتقة من اسمه (FRUMENTAIRE) والايطاليون اذ ذاك يستعملون القمح في معاشهم أكثر مما يستعمل اليوم. ولشدة ارتباط حياتهم بأفريقية كان عظماء رومة إذا اجتمعوا في ساحة المدينة (الفوروم) يقرن أحدهم