سنة (٣١٦) مات مجورينوس وسمي مكانه دونتوس. وكان أسقفا بباغاية. وقد نظم مذهب هذا الحزب حتى نسب اليه. واستعان بسميه دونتوس أسقف الديار السود (قرية شمال أوراس اندثرت).
أخذ هذا المذهب ينتشر بقوة وسرعة في نوميديا وموريطانيا. وقاومته الحكومة فلم تظفر به. وابتدأ قسطنطين مقاومته في مهده فجمع الاساقفة مرتين كانت النتيجة فيهما ضد دونتوس. وأخيرا قابلهم بالقوة واشتد عليهم فلم ينل منهم.
وفي نواحي سنة (٣٢٦) توفي سيسليان فاجتمع بقرطاجنة من أساقفة الحزبين ٢٧٠ واصطلحوا. وقد كانوا قبل ذلك متنافسين كل حزب يريد التغلب على الآخر. ويتوسل الى ذلك بالاكثار من الاساقفة.
وفي سنه (٣٣٠) بلغ من كثرة اتباع دونتوس ان استحوذوا على جميع الكنائس، حتى طلب اسقف قرطة زيزيوس احداث كنيسة للارثوذوكس.
وفي سنة (٣٤٠) تجددت الفتن بين حزبي الكنيسة. ومات قبل ذلك قسطنطين (٣٣٧) وخلفه ابناؤه الثلاثة كل بناحية. وكان قسطنط احدهم على ايطاليا وأفريقية. وكان ناصر الارثوذوكس. فوجه جنوده لحرب اتباع دونتوس. واقتتلت جنود الامبراطور وهؤلاء الاتباع. فاتنصر الامبراطور واخذ اتباع دونتوس بالقتل والنفي.
وبعد سنين ثأر الدونتسيون من الارثوذوكس. وذلك ان قسطنيوس أحد أبناء قسطنطين استقل بالملك بعد وفاة أخويه. وفي سنة (٣٦٠) ظهر يليانس المرتد، ونازع قسطنطيوس السلطة. وأراد فتح أفريقية، فامتنعت عليه. وكان الارثذوكس مع قسطنطيوس، فلما توفي هذا الامبراطور خلا الجو ليليانس المرتد، وانتقم من الارثذوكس فسلط عليهم الدونتسيين، ففتكوا بهم فتكا ذريعا، ولم