للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد هذه الوقعة الغريبة- وهكذا كل ما يتعلق بعقبة غريب- اجتمع الى كسيلة جميع من في المغرب من بربر وروم. فزحف بهم الى القيروان. وكان بها زهير بن قيس البلوي. تركه عقبة خليفة عنه بها. فلما بلغه خبر عقبة وزحف كسيلة اعتزم القتال. فخالفه حنش بن عبد الله الصنعاني واتبعه الناس. فلم يسع زهير الا متابعتهم. فارتحلوا من القيروان. وبقي زهير ببرقة ينتظر مدد الخليفة.

دخل كسيلة القيروان. والفى بها بقايا من العرب ثقلوا عن الارتحال. فأمنهم. وأقام بها أميرا على المغرب خمس سنوات. اشتغل أثناءها بتعمير ما خربته الحروب من الوطن. وكان حبل الخلافة في هذه المدة مضطربا بما كان من ثورة عبد الله بن الزبير التي أستمرت الى زمن عبد الملك وثورات غيرها.

ولما قضى عبد الملك بن مروان على الثورات أرسل سنة ٦٧ المدد الى زهير بمكانه من برقة. فزحف الى القيروان في آلاف من العرب. وخرخ له كسيلة في جموعه والتقى الجمعان بنواحي القيروان. ووقعت بينهما معارك شديدة. حكمت أخيرا بفوز العرب. وقتل فيها كسيلة وكثير من أشراف البربر ورجالاتهم.

بعد هذه المعركة الفاصلة تتبع زهير البربر حتى وادي ملوية. وقد ظن أنه قلم أظفار البربر نهائيا. وذلك غلط وقع فيه قبله عقبة. فحسب ان الامن قد استتب. فزهد في الامارة. وارتحل من القيروان مشرقا. فاستشهد ببرقة مقاتلا للروم.

٤ - دهيا بنت ينفاق الشهيرة باسم الكاهنة. كانت أميرة على جراوه من زنانة بجبل أوراس. قال ابن خلدون: "وكان لها بنون ثلاثة ورثوا رئاسة قومهم عن سلفهم، وربوا في حجرها. فاستبدت عليهم وعلى قومهم بهم وبما كان لها من الكهانة والمعرفة بغيب أحوالهم وعواقب أمورهم. فاتتهت اليها رئاستهم. وملكت عليهم خمسا

<<  <  ج: ص:  >  >>