الناصر، فنصبه ببجاية وصلب شلوه بالقلعة وكان ذلك حوالي سنة ٤٦٠.
وتتبع الناصر أمراء زناتة بالقتل. وكانت غمرت ومغراوة قد ظاهرت الاثبج وبنو توجين ظاهروا عديا، فجهز ابنه المنصور اليهم، فشتت جموعهم، وبلغت سراياه ورقلة، فدخلها وولي عليها، وأسر من توجين أميرهم مناد بن عبد الله واخاه زيري وعميهما الأغلب وحمامة، فلما حضروا بين يدي الناصر وبخهم ثم قتلهم.
وكان من بني سنجاسن رئيسان احدهما ابو الفتوح بن حبوش
(وفي بعض نسخ ابن خلدون حبوس) بلمدية ثار على الناصر فقتله.
والآخر معنصر بن حماد بناحية شلف، اجلب على عامل مليانة، وقتل شيوخ بني ورسيفان، وكان الناصر مشتغلا بأمر العرب، فكاتب في شانة بني ورسيفان، فزحفوا الى معنصر وقتلوه، وحعثوا الى الناصر برأسه- فنصبه مع رأس المنتصر.
ثم غلب العرب على الحضنة، والجأوا غمرة الى الجبال. فعجزت عن الظعن بعد. وتغلبوا ايضا على الزاب. واخروا بني واسين الى الغرب. فلاذوا باخوانهم بني يلومي وبني ومانو وانتدب لدفاع العرب بنو يعلي. فجهز بختي منهم وزيره وصاب حروبه ابا سعدي خليفة اليفرني. فكانت بينهما مواقف صعبة. هلك في بعضها بالزاب حوالي سنة ٤٥٠.
ولم يزل بنو يعلى بتلسمان. وايامهم مع الحماديين تختلف سلما وحربا. وتوفي بختي فخلفه ابنه العباس. وظهر ايامه المرابطون.
وتغلبوا على فاس. فنزع اليه كثير من أهلها من مغراوة. ثم اجلب عليهم المرابطون. فحاربهم. ودخلوا عليه تلمسان سنة ٤٧٣ فقتلوه.
وبذلك انتهت امارة بني يعلى بتلمسان بعدما عاشت نحوا من مائة سنة.