ابن سيد الناس فدعا لصاحب تلمسان ونازلته عساكر بجاية مرارا من غير طائل. ثم انعقد بينهما صهر وسلم.
ووالى يوسف بن منصور ابا الحسن المريني لما ملك تلمسان.
واقتصر مع الحفصيين على دفع الجباية لهم ثم تحرك ابو الحسن لفتح تونس، فوفد عليه في جموع الذواودة بارض بني حسن. وذهب اليه سنة ٤٩ بجبايته واجتمع بقسنطينة مع عمال المغرب بجبايتهم ووفدي صاحبي السودان والاندلس بهداياهم. وبلغتهم نكبة ابي الحسن.
فهم بهم القسنطينيون واجارهم يعقوب بن علي وانزلهم يوسف بسكرة وكفاهم مهماتهم شهورا. وأقام على ولائه لابي الحسن حتى هلك.
وملك ابنه ابو عنان تلمسان، فبايعه وامده في فتح قسنطينة سنة ٥٤ ودله على الطريق في اتباعه يعقوب بن علي. وانزله بعساكره ظاهر بسكرة ثلاثا أغرب في ضيافتهم على كثرتهم بما تحدث الناس به دهرا. وقدم اليه جبايته قناطر ذهبا. فخلع عليه ابو عنان وأجزل صلته. ثم اوفد عليه ابنه احمد سنة ٥٩ بهدية فيها عتاق الخيل وفاره الرقيق. وتوفي ابو عنان فاتحفه خلفه بتحف ملوكية، وانقطعت الطرق بالثورات فخفره صغير بن عامر شيخ بني عامر حتى أبلغه مأمنه.
واجلى ابو حمو الثاني ابا زيان محمد بن عثمان الثاني عن مملكته سنة ٧٨ فنزل على صاحب توزر يحي بن يملول واتحد يحي وأحمد بن يوسف على استغلاله ضد الحفصيين، فراسل احمد ابا حمو بكف ابي زيان عنه واشغاله هو للحفصيين بالاجلاب على مملكتهم ثم طرد الحفصيون يحي بن يملول فلحق ببسكرة ومعه ابو زياد فاوفد أحمد بن يوسف على ابي حمو يعقوب بن علي سنة ٨٢ لاستنجاز وعده في حرب الحفصيين، ومات يحي بن يملول وترك صبيا، فسرحه أحمد لاسترجاع توزر فلم يقدر أبو حمو على أكثر من امداده بالمال.