ونقله معه من بونة، فاستخلف بها ابنه محمدا وبعث السلطان ابنيه محمدا على بجاية وابراهيم على قسنطينة، وبعث معهما الحجاب والقواد من الموالي وتوفي محمد سنة ٨٥ فخلفه ابنه أحمد، وتوفي ابراهيم سنة ٩٣ فخلفه كاتبه ابراهيم بن يوسف الغماري وكان الامير ابراهيم محجوبا للقائد بشير المتوفي سنة ٧٩ فاكتسب منه صفات حميدة، وكان دينا محسنا متواضعا اداريا حازما.
وكان ولي عهد السلطان أحمد ابنه ابا بكر. فلما حضرت الوفاة اباه بعثه أخوته لحفظ قسنطينة. وقبضوا على عمهم زكريا. فلما توفي السلطان بويع ابنه عبد العزيز المدعو عزوز. فخالف عليه ابو بكر. ودعا لنفسه. وعكف على لذاته. فتوجه الكاتب احمد بن الكماد مع العرب الى بونة. فحضوا صاحبها الامير محمد على ملك قسنطينة. فنازلها في ذي القعدة سنة ٩٦ وحاصرها شهرين ونصفا.
ثم أقلع عنها. وعاد اليها سنة ٩٧ وكثر عيثه في ساحتها. فنهض اليه السلطان عزوز في رمضان. والتقى الجمعان بتبرسق. فانهزم الامير محمد الى سيبوس. ودخل بونة موقنا بعجزه. فركب البحر الى فاس مستصرخا صاحبها. ودخل عزوز بونة. ووفد عليه بها أخوه أبو بكر مبايعا. وكتب الى الخطباء ببيعته لاخيه. ثم أعقبه بكتاب يمنعهم من الدعاء لاخيه. وكل ذلك في رمضان سنة ٩٧.
توقف الخطباء فلم يدعوا لاحد حتى جبرهم ابو بكر على الدعاء له في صفر سنة ٩٨ ثم كتب لاخيه بالبيعة في جمادى الثانية ثم هم بنقضها. فاستقدم القنطينيون عزوزا. فنازلها في شعبان وحاصرها نحو شهر لم يضر فيه بزرع ولا شجر، واسمه يذكر على المنابر، وفتح المدينة في رمضان، وأقام بها ممهدا للاحوال، وعاد الى تونس آخر شوال ومعه ابو بكر، وقدم لقيادة قسنطينة القائد نبيلا ولقصبتها الشيخ قاسم بن احمد بن تافراقين التينمللي، وتداول أمرها الموالي.