للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يعتبر بيروني مشابهة اللغة البربرية للغات الاروبية وذلك لانها مشابهة في بعض الالفاظ. قال: "واللغة ايضا لا يمكن الاعتماد عليها في اصالة امة لاخرى".

ولم ار من اعتمد اللغة اصلا للبحث في جنس البربر مثل رين Rinn وقد بالغ في البحث والتنقيب مبالغة لا تجديه في الغرض الذي يقصد اليه شيئا ولكنها تدل على سعة اطلاعه على اللغات وقوة جراءته على الانساب. ناهيك انه لم يبال بوضوح أصل العرب وصراحة نسبها فجعل الهلاليين- على نصوع نسبهم العربي كسائر القبائل العربية- طورانيين وآريين. أي ثقة تبقى في كلام رين بعد اقدامه على العبث بنسب قبيلة من اصرح القبائل الحربية نسبا؟ وهل تثق النفس بما يبديه من المشابهات بين الالفاظ المختلفة الاصول؟ اما العربية- ولا اعرف غيرها- فقد رأيته عبث بكثير من معاني الالفاظ التي اوردها منها.

لم يكتف رين بالمقارنه بين الفاظ البربر والامم المجاورة لها على ضفاف البحر الرومي حتى طار الى روسيا واتانا منها بمفردات اتعب نفسه في تقريبها من مفردات بربرية!

أي أمة تستطيع ان تحصن وحدتها الجنسية للنجاة من تكلفات هذا الكاتب وفلسفنه اللفظية؟ إذا لم تستطع قبيلة الهلاليين ذلك فليس لاي قبيلة ولا شعب آخر طمع في النجاة من تفرقة هذه الفلسفة المتمحلة.

لو كان لي شيء من جرأة هذا الكاتب لاتهمته بانه لم يكتب ما كتب بقلم علمي وانما كتبه بقلم سياسي: يريد ان يمزق الجنس البربري كل ممزق ويفرقه شذر مذر ويوزعه على أمم اروبية- بالخصوص- كي تذهب وحدته ويسهل على البلعوم الاروبي ابتلاعه.

وتلك امنية يحلم بها بعض مرضى العقول من السياسيين ولكن لن يلج الجنس البربري في جنس آخر حتى يلج الجمل في سم الخياط.

<<  <  ج: ص:  >  >>