وعن حذيفة بن أَسِيد - رضي الله عنه - قال: اطلع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نتذاكر الساعة، فقال:"إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات. . ."، فذكر منها ثلاثة خسوف: خسفًا بالمشرق، وخسفًا بالمغرب، وخسفًا بجزيرة العرب. رواه الستة إلا البخاري.
وقد وقعت الخسوفات الثلاثة: فوقع في خلافة سليمان بن عبد الملك أنه ورد كتاب ابن هبيرة فيه: أن ببخارى وقت السّحَرِ سمع قعقعةٌ عظيمةٌ من السماء، ودويٌّ كالرعد القاصف، أسقطت منه الحوامل، فنظروا فإذا قد انفرج من السماء فرجةٌ عظيمةٌ، ونزل أشخاصٌ عِظامٌ؛ رؤوسهم في السماء وأرجلهم في الأرض، وقائلٌ يقول: يا أهل الأرض؛ اعتبروا بأهل السماء، هذا صفوائيل المَلَكْ عصى الله فَعُذّب، فلما طلع النهار أتى الناس إلى ذلك الموضع فوجدوا خسفًا عظيمًا لا يُدرك له قرار، يصعد منه دخانٌ أسود.
أُثبتَ ذلك على قاضي بُخارى بأربعين عدلًا، كذا في "السكردان" وفيه شيء؛ لقوله تعالى:{لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ}، لكن تجوزه قصة هاروت وماروت، والله قادر على كل شيء.
وفي سنة ثمان ومئتين خُسِفَ بثلاث عشرة قرية بالمغرب.
وفي سنة أربع وثلاثين وثمان مئة في شعبان وقعت زلزلة بغرناطة، وخسف بعدة أماكن، وانهدم بعض القلعة. ذكر ذلك في "إنباء الغمر".
وفي خلافة المطيع في سنة ست وأربعين وثلاث مئة وقع بالري ونواحيها زلازل عظيمة، وخسفٌ ببلد طالقان، ولم يفلت من أهلها إلا نحو ثلاثين نفسًا، وخُسِفَ بمئة وخمسين قرية من قرى الري، واتصل الأمر إلى حُلْوَان، فخسف بأكثرها، وقذفت الأرض عظام الموتى، وتفجرت فيها المياه، وتقطع بالري جبل، وعلقت قرية بين السماء والأرض بمن فيها نصف نهار، ثم خُسف بها، وانخرقت الأرض خُروقًا عظيمة، وخرج منها مياه مُنْتِنة، ودخانٌ عظيم. كذا نقله السيوطي عن ابن الجوزي.