وعن أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه:"أن طول الدجال أربعون ذراعًا بالذراع الأول، تحته حمار أقمر؛ أي: شديد البياض، طول كل أذن من أذنيه ثلاثون ذراعًا، ما بين حافر حماره إلى الحافر الآخر مسيرة يوم وليلة، تُطوى له الأرض منهلًا منهلًا، يتناول السحاب بيمينه، ويسبق الشمس إلى مغيبها، يخوض البحر إلى كعبيه. . ." الحديث بطوله.
تَنْبيه
لا منافاة بين هذه ورواية أنه قصير؛ لاحتمال أن قصره بالنظر إلى ضخامته؛ فإن ضخامته تقضي أن يكون أطول من ذلك، أو أنه ابتداء قصير وهو خلقته في نفس الأمر، ثم إذا أظهر الكفر وادعى الإلهية زاد طوله وضخامته؛ ابتلاء من الله للعباد، وفتنة لهم كسائر فتنه، والله أعلم.
وأما سيرته: فإنه يخرج أولًا فيدعي الإيمان والصلاح، ويدعو إلى الدين، فَيُتبع ويظهر، فلا يزال حتى يقدم الكوفة، فيظهر الدين ويعمل فيه، فَيُتبع ويُحَبُّ على ذلك، ثم يدعي أنه نبي فيفزع من ذلك كل ذي لُبّ ويفارقه، ثم يمكث بعد ذلك أيامًا، ثم يدّعي الإلهية ويقول: أنا الله. فتغشى عينه، وتقطع أذنه، ويكتب بين عينيه: ك ف ر، فلا يخفى على كل مسلم، فيفارقه كل أحدٍ من الخلق في قلبه مثقال ذرة من الإيمان. هكذا رواه الطبراني عن عبد الله بن معتمر - رضي الله عنه -، وكان صحابيًا.
وعن كعب الأحبار - رضي الله عنه - قال:"يتوجه الدجال فينزل عند باب دمشق الشرقي -أي: ابتداءً قبل خروجه- ثم يُلتمس فلا يُقدر عليه، ثم يُرى عند المنارة التي عند نهر الكسوة، ثم يُطلب فلا يُدرى أين توجه، فَيُنسى ذكرهُ، ثم يَظهَرُ بالمشرق فَيُعْطَى الخلافة، ثم يُظهر السحر، ثم يدعي النبوة، فيتفرق الناس عنه -أي: يعني: المسلمين- فيأتي النهر فيأمره أن يسيل فيسيل، ثم يأمره أن يرجع فيرجع، ثم يأمره أن ييبس فييبس. . ." الحديث بطوله رواه نُعيم بن حماد.
ويتبعه سبعون ألفًا من يهود أصبهان، وثلاثة عشر ألف امرأة، وعامة من يتبعه اليهود، والترك، والنساء، ويبعث الله له شياطين فيقولون: استعن بنا على ما تريد.