للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم حقهم، فأحبهم بحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يهلك مع الهالكين، والعياذ بالله تعالى.

فائِدَة

قد تُفهم الإشارةُ إلى مدح الخلفاء الراشدين وأهل الشورى، وذم من بعدهم والباغين عليهم من الآيات التي في سورة الشورى بعد قوله تعالى: {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى}.

فقوله: {لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} إشارة إلى الصديق - رضي الله عنه -.

أما إيمانه: فيشهد له قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو وُزِنَ إيمان أبي بكر بإيمان أهل الأرض لرجح بهم إيمان أبي بكر".

وأما توكله: فيشهد له قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفًا بغير حساب، أبو بكر منهم". قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: "هم الذين لا يرقون ولا يسترقون، ولا يكوون ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون".

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} إشارةٌ إلى عمر - رضي الله عنه -.

أما تركه للفواحش: فيشهد له حديث: "ما سَلكتَ فجًا إلا سلك الشيطان فجًا غير فجك".

وأما مغفرته عند الغضب: فيدل له حديث عيينة بن حصن لما دخل عليه، فقال: هيه يا بن الخطاب؛ فوالله إنك لا تعطينا الجزل، ولا تقسم فينا بالعدل. فغضب عمر - رضي الله عنه - حتى همّ أن يُوقع به.

فقال ابن أخيه حُرُّ بن قيس: يا أمير المؤمنين؛ إن الله تعالى يقول: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، وهذا من الجاهلين. فوالله ما تعداها عمر حين سمعها، وكان وَقافًا عند كتاب الله - رضي الله عنه -.

وقوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} إشارةٌ إلى أصحاب الشورى، ومنهم عثمان وعليّ رضي الله عنهم.

<<  <   >  >>