وَروى الديلمي في "مسند الفردوس": عن عوف بن مالك قال: "تخرب المدينة قبل يوم القيامة بأربعين سنة".
ورُوي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "لا تقوم الساعة حتى يجيء الثعلب فيربضَ على منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلا ينهضه أحد".
وَروى ابن شبة حديث:"ليخرجن أهل المدينة منها، ثم يعودون إليها، ثم ليخرجن منها، ثم لا يعودون إليها أبدًا، وليدعنها خير ما تكون مونقة"، وروي أيضًا عن عمر - رضي الله عنه - نحوه مرفوعًا.
وقد مر في القسم الأول الترك الأول، وهذا هو الترك الثاني.
وسبب خرابها -والله أعلم- أنهم يخرجون مع المهدي إلى الجهاد، ثم ترجف بمنافقيها وترميهم إلى الدجال، ثم يبقى فيها المؤمنون الخُلص، فيهاجرون إلى بيت المقدس.
فقد ورد:"ستكون هجرة بعد هجرة، وخِيَارُ الناس يومئذ ألزمهم مهاجر إبراهيم. . . ." الحديث.
ومن بقي منهم تقبض الريح الطيبة -التي يأتي ذكرها- أرواحهم، فتبقى خاوية، وهذا سر خرابها قبل غيرها.
تنبيه
رَوى المَرجاني في "أخبار المدينة": عن جابر - رضي الله عنه - مرفوعًا:"ليعودن هذا الأمر -أي: الدِّين- إلى المدينة كما بدأ منها، حتى لا يكون إيمان إلَّا بها. . . ." الحديث.
ورَوى النسائي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: "آخر قرية من قرى الإسلام خرابًا المدينة"، ورواه ابن حبان بلفظ:"آخر قرية في الإسلام خرابًا المدينة".
وصح:"إنَّ الدين ليأرز إلى المدينة؛ كما تأرز الحية إلى جحرها".
وهذه الروايات بحسب الظاهر تنافي الروايات السابقة، وطريق الجمع بينها أن