للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول: إن دابة الأرض تأكل بفيها، وتكلم من استها.

وعن الحسن - رضي الله عنه -: أن موسي سأل ربه أن يريه الدابة؟ فخرجت ثلاثة أيام ولياليهن تذهب في السماء لا يُري واحدٌ من طرفيها.

قال: فرأي منظرًا فظيعًا، فقال: رَبِّ؛ ردها. فردَّها.

وأما سيرتها: فإن معها عصا موسي، وخاتم سليمان بن داود، تُنادي بأعلي صوتها: {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} وإنها تسم الناس المؤمن والكافر، فأما المؤمِن فَيُرَي وجهه كأنه كوكب دُري، وَيُكتَب بين عينيه مؤمن، وأما الكافر فَيُكْتَبُ بين عينيه نكتةٌ سوداء: كافر.

تَنبيْه

يجوز في إعراب هذا أن يكون "نكتة" مرفوعًا علي أنه نائب فاعل (يكتب)، و (سوداء) صفتها، و (كافر) بدلًا منه، وأن يكون (كافر) نائب الفاعل، و (نكتة) منصوبًا علي أنه حال منه تقدمت عليه، و (سوداء) نعتها.

وفي رواية: "فتلقي المؤمن لتسمه في وجهه، ولكنه يبيض له وجهه، وتسم الكافر ولكنه يسود وجهه".

وفي رواية: "فارفضَّ -أي: تفرق- الناس عنها شتي ومعًا، وثبت عصابة من المؤمنين، وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله، فبدأت بهم؛ حلت وجوههم حتي جعلتها كأنها الكوكب الدُري، وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب، حتي إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه، فتقول: يا فلان؛ الآن تُصلي! فيقبل عليها فتسمه في وجهه، ثم تنطلق، ويشترك الناس في الأموال ويصطحبون في الأمصار يصرف المؤمن الكافر وبالعكس، حتي إن المؤمن يقول: يا كافر؛ اقضني حقي، وحتي إن الكافر ليقول: يا مؤمن؛ اقضني حقي".

وفي رواية: "تخرج فتصرخ ثلاث صرخات، فيسمعها مَنْ بين الخافقين".

وفي لفظ: "تستقبل المشرق فتصرخ صرخة تنفذها، ثم تستقبل الشام فتصرخ

<<  <   >  >>