للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي سنة ثمان وثلاثين ومئتين في خلافة المتوكل: سمع أهل أخلاط صَيحةً عظيمةً من جو السماء، فمات منها خلقٌ كثير.

وفي سنة اثنتين وأربعين: وقع بجبلٍ طائر أبيض دون الرَّخمة في رمضان، فصاح: معاشر الناس؛ اتّقوا الله، الله، الله. فصاح أربعين صوتًا، ثم طار وجاء من الغد، ففعل كذلك، وَكُتبَ البريد بذلك، وشهد خمس مئة إنسان سمعوه ... إلى غير ذلك من الأمور العظام التي وقعت.

ومنها: انقطاع طريق الحج، ورفع الحجر الأسود من الكعبة:

عن أبي سعيد - رضي الله عنه -: "لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت" رواه الحاكم وصححه، والبزار، وأبو يعلى، وابن حبان.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: "لا تقوم الساعة حتى يرفع الركن" رواه السِّجزي.

وهذان كلاهما قد وقعا.

أما انقطاع طريق الحج: ففي سنة عشرين وثلاث مئة انقطع الحج من بغداد إلى سنة سبع وعشرين بسبب فتنة القرامطة.

وفي سنة تسع وأربعين وثلاث مئة: رجع حجيج مصر في مكة، فنزلوا واديًا، فجاءهم السيل، فأخذهم كلهم فألقاهم في البحر عن آخرهم.

وفي سنة خمس وخمسين: قطعت بنو سُلَيم الطريق على الحجيج من أهل مصر، وأخذوا منهم عشرين ألف بعير بأحمالها، وعليها من الأمتعة ما لا يُقَومُ كثرة، وبقي الحجاج في البوادي فهلك أكثرهم.

وفي سنة ثلاث وستين: خرج بنو هلال وطائفةٌ من العرب على الحجاج، فقتلوا منهم خلقًا كثيرًا، وعطلوا على من بقي منهم الحج في هذا العام، ولم يحصل لأحدٍ حج في هذه السنة سوى أهل درب العراق وحدهم.

وفي سنة أربع وثمانين وثلاث مئة: رجع الحاج العراقي من الطريق؛ اعترضهم

<<  <   >  >>