للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي "الشفا" للقاضي عياض رحمه الله: أن كنيته أبو القاسم، وأنه جُمع له بين كُنية النبي - صلى الله عليه وسلم - واسمه، ولم يذكر له سندًا سلام الله عليه.

وأما نسبه: فإنه من أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ثم الذي في الروايات الكثيرة الصحيحة الشهيرة: أنه من ولد فاطمة عليها السلام. وجاء في بعضها: أنه من ولد العباس - رضي الله عنه -، ثم اختلفت الروايات في ولدي فاطمة عليها السلام؛ ففي بعضها: أنه من أولاد الحسن، وفي بعضها: أنه من أولاد الحسين.

ووجه الجمع بينهما أن ولادته العُظمى من الحسين، أو من الحسن، وللآخر فيه ولادة من جهة بعض أمهاته، وكذلك للعباس فيه ولادةٌ أيضًا.

على أن في أولاد العباس كان من تَسمّى بالمهدي، وجاءتهم الرايات السود من خراسان كما تجيء للمهدي، وكان قبله المنصور كما يكون قبل المهدي المنصور.

وأما مولده: فإنه يُولد بالمدينة، رواه نُعيم بن حماد عن أمير المؤمنين عليّ كرّم الله وجهه.

وفي "التذكرة" للقرطبي: أنَّ مولده ببلاد المغرب، وأنه يأتي من هناك ويجوز على البحر، كما سيأتي نقله.

وأما مبايعته: فإنه يُبايع بمكة بين الركن والمقام ليلة عاشوراء؛ كما يأتي.

وأما مهاجره: فإنه يُهاجر إلى بيت المقدس، وأن المدينة تخرب بعد هجرته، وتصير مأوى للوحوش؛ فقد ورد عن عمر - رضي الله عنه -: أن عِمرَانَ بيت المقدس خَرَابُ يثرب.

وأما حليته: فإنه آدم ضربٌ من الرجال رَبعةٌ، أجلى الجبهة، أقنى الأنف، أشمه، أزج أبلج، أعين، أكحل العينين، براق الثنايا، أفرقها، في خَدِّه الأيمن خالٌ أسود، يُضيءُ وجهه كأنه كوكب دُري، كث اللحية، في كتفه علامةٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم -، أذيل الفخذين، لونه لون عربي، وجسمه جسم إسرائيلي، في لسانه ثقل، وإذا أبطأ عليه الكلام ضرب فخذه الأيسر بيده اليمنى، ابن أربعين سنة.

<<  <   >  >>