وقع للشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتاب "اليواقيت والجواهر": أنه مشى على هذا القول، ونسبه "للفتوحات المكية"، وسيأتي كلام "الفتوحات" وليس فيه ذلك، بل الذي فيه هو أنَّ المهدي من أولاد الحسن، ولا شك أن العسكري من أولاد الحسين، فما في "الفتوحات" أعم مما نُسِب إليها.
والظاهر: أن هذا مَدسُوسٌ على الشعراني، ويؤيده أنه في حياته لم يُحرر الكتاب المذكور، وأنه قال فيه: لا أُحِلُّ لأَحَدٍ أن يروي عني هذا الكتاب حتى يَعْرِضَهُ على علماء المسلمين ويجيزوا ما فيه.
وقد وقع فيما خاف منه، فَدُسَّ عليه مذهب الشيعة.
ومما دُسَّ عليه في "طبقاته" أنه قال في ترجمة الحسين بن علي: إنَّ العقب منه فقط، لا من أخيه الحسن.
وهذا أيضًا من دسائس الرافضة، وإلَّا فكيف يُنكر الشعراني نَسَبَ الحسن وهو أظهر من أن يُشهر، وأكثر من أن يُحصر، ومنهم الأعاظم كأئمة اليمن، وملوك الحجاز، وملوك الغرب، وأئمة طبرستان القدماء كالداعي الكبير، وكتب النسب طَافحةٌ بأنسابهم كـ"عمدة الطالب" وغيرها، وأئمة علم الأنساب مُجمِعُون على إثبات نسبه، لم يختلف فيه منهم اثنان.
ثم كيف يجوز أن يُنسَب ذلك إلى الشعراني وهو مصري، وأجلاء بني حسن كانوا بمصر كبني طَباطِبا وغيرهم؟ !
فَليتنبه لذلك فإنه زَلةٌ، وبالله التوفيق.
ولقبه: المهدي؛ لأنَّ الله هداه للحق.
والجابر: لأنه يجبر قلوب أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، أو لأنه يجبر؛ أي: يقهر الجبارين والظالمين ويقصمهم.