المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله ولا تأخذهم في الله لومة لائم، حتى يفتح الله عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير، فينهدم حصنها. . ." الحديث. رواه ابن ماجه، والحاكم.
وعن أبي قبيل قال: "تذاكرنا فتح القسطنطينية ورومية، أيهما تُفتح أولًا؟ قال عبد الله فقيل: يا رسول الله؛ أي المدينتين تفتح أولًا: قسطنطينية أو رومية؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: "مدينة هرقل تُفتح أولًا"؛ يريد القسطنطينية رواه أحمد، والحاكم وصححه.
تَفهيمٌ في تَتمِيم
قال الحافظ ابن القيم في "المنار": قد اختلف الناس في المهدي على أربعة أقوال:
أحدها: أنه المسيح ابن مريم عليه السلام، وأنه هو المهدي على الحقيقة، واحتج أصحاب هذا القول بحديث محمد بن خالد الجُنْدي؛ أي المتقدم، وقد بينا حاله وأنه لا يصح، ولو صح لم يكن فيه حجةٌ؛ لأن عيسى عليه السلام أعظم مهدي بين يدي الساعة، فيصح أن يقال: لا مهدي في الحقيقة سواه، إن كان غيره مهديًا، يعني: هو المهدي الكامل المعصوم.
ثانيها: أنه المهدي الذي ولي من بني العباس قد انتهى، واحتج أصحاب هذا القول بما رواه أحمد في "مسنده" عن ثوبان؛ مرفوعًا:"إذا رأيتم الرايات السود أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوًا على الثلج؛ فإن فيه خليفة الله المهدي"، وفيه علي بن زيد ضعيفٌ وله مناكير، فلا يحتج بما ينفرد به.
وَرَوى ابن ماجه من حديث الثوري، عن ثوبان نحوه، وتابعه عبد العزيز بن المختار، عن خالد.
وفي "سنن ابن ماجه": عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -؛ مرفوعًا:"إن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريدًا وتطريدًا، حتى يأتي قومٌ من أهل المشرق ومعهم رايات سود" ... الحديث، وفي إسناده يزيد بن أبي زياد؛ وهو سَيِّئ الحفظ، اختلط في آخر عمره، وكان يقبل الفلوس.