للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

و (أفرقها)؛ أي: ثناياه متباعدة ليست مُتلاصقة.

قوله: (أذيل الفخذين)؛ أي: منفرج الفخذين متباعدهما.

قوله: (عبايتان قِطْوَانيتان)؛ القطوانية: قال في "النهاية": عباءة بيضاء قصيرة الخمل والنون زائدة، يقال: كساء قِطْوَاني، وعباءة قِطْوانية.

وأما سيرته: فإنه يعمل بسُنّة النبي - صلى الله عليه وسلم -، لا يُوقِظُ نائمًا، ولا يهريق دمًا، يقاتل على السُنّة لا يترك سُنّةً إلَّا أقامها، ولا بدعةً إلَّا رفعها، يقوم بالدين آخر الزمان؛ كما قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - أوله، يملك الدنيا كلها؛ كما ملك ذو القرنين وسليمان.

يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، يَردُّ إلى المسلمين أُلفتهم ونعمتهم، يملأ الأرض قِسطًا وعدلًا؛ كما مُلِئَت ظُلمًا وجورًا، يحثو المال حثيًا، ولا يَعُدهُ عدًا، يقسم المال صِحاحًا بالسوية، يَرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، والطير في الجو، والوحش في القفر، والحيتان في البحر.

يملأ قلوب أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - غِنىً حتى إنه يأمر مناديًا ينادي: ألا من له حاجة في المال. فلا يأتيه إلَّا رجل واحد، فيقول: أنا.

فيقول: ائْتِ السَّادِن -يعني: الخازن- فقل له: إنَّ المهدي يَأمُرك أن تُعطيني مالًا.

فيقول له: احثُ. حتى إذا جعله في حِجْرهِ وأبرزه نَدِم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. -أي: أحرصهم. والجشع: أشد الحرص- ويقول: أَعْجَز عما وسعهم. قال: فيرده فلا يقبل منه. فيقال له: إنا لا نأخُذُ شيئًا أعطيناه.

تَنْعَمُ الأمة برها وفاجرها في زمنه نعمة لم يُسمع بمثلها قط، تُرسل السماء عليهم مِدرارًا لا تدخر شيئا من قطرها، تُؤتي الأرض أُكلها لا تدخر عنهم شيئًا من بذرها، تجري على يديه الملاحم، يستخرج الكنوز، ويفتح المدائن ما بين الخافقين، يُؤتى إليه بملوك الهند مَغلولين، وتُجعل خزائنهم حُليًا لبيت المقدس، يأوي إليه الناس كما تأوي النحل إلى يَعْسُوبها حتى يكون الناس على مثل أمرهم الأول.

<<  <   >  >>