للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقام الثالث في مَحلِّ خُروجه، وَوقتهِ، وَمُدّتهِ، وكيفيته، وطريق النجاة منه، ومن يقتله

أما محل خروجه: فالمشرق جزمًا (١)، ثم جاء في رواية: أنه يخرج من خراسان، روى ذلك أحمد، والحاكم، من حديث أبي بكر - رضي الله عنه -.

وفي أخرى: أنه يخرج من أصبهان. أخرجها مسلم.

وعند الحاكم، وابن عساكر، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أنه يخرج من يهودية أصبهان؛ أي: محلة خارج أصبهان، ومثله عند أحمد عن عائشة رضي الله عنها.

وعند الطبراني من حديث فاطمة بنت قيس: يخرج من بلدة يقال لها: أصبهان، من قرية من قراها يقال لها: رستقباد.

وأما وقته: فعند فتح قسطنطينية؛ أي: بعده، وعند القحط الشديد ثلاث سنين كما مر في فتنته.

وفي بعض الروايات: أنه بعد فتح القاطع.

ووجه الجمع أن ابتداء خروجه ودعواه الخلافة والنبوة يكون عند فتح القسطنطينية وخروجه الأعظم، ودعواه الإلهية يكون عند فتح القاطع، والمقيد بالأربعين يومًا هو هذا الخروج.

وأما مدته (٢): "فأربعون يومًا: يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر


(١) وبذلك جزم الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٧٣) (ز).
(٢) قلت: وفيها رواية ثالثة في "المشكاة" عن "شرح السنة" برواية أسماء رضي الله عنها مرفوعًا، قال: "يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة، السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، واليوم كاضطرام السعفة في النار".
وجمع القاري (٥/ ١٩٥ - ٢١١) بينها بالترجيح واختلاف الأحوال والرجال. (ز).

<<  <   >  >>