للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والرابع: حشرهم إلى الجنة أو النار:

قال الحافظ: الحشر الأول ليس حشرًا مُستقلًا، فإن المراد حشر كل موجودٍ يومئذ، والأول إنما وقع لفرقةٍ مخصوصة، وهذا وقع كثيرًا كما وقع لبني أمية أن ابن الزبير - رضي الله عنه - أخرجهم من المدينة إلى جهة الشام. اهـ

قُلْتُ: المراد ما سُمي حشرًا علي لسان الشارع، وقد سَمَّي الله الأول حشرًا بخلاف غيره، فظهر الفرق.

خَاتِمَة

اختلف الناس: هل هذا الحشر قبل يوم القيامة، أو هو يوم القيامة؟

وعلي الأول: هل النار حقيقةٌ أو مجاز، أو المراد بها الفتن؟ مال إلى الثاني الحليمي، وجزم به الغزالي.

قالوا: ويدل له حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في "الصحيحين" وغيرهما: "يحشر الناس علي ثلاث طرائق راغبين راهبين، واثنان علي بعير وثلاثة علي بعير، وعشرة علي بعير، وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا"؛ أي: فالحديث كالتفسير لقوله تعالي: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً ... } الآية.

قال الحافظ ابن حجر: ويؤيده حديث أبي ذر - رضي الله عنه - عند أحمد، والنسائي، والبيهقي: "حدثني الصادق المصدوق أن الناس يحشرون يوم القيامة علي ثلاثة أفواج: فوج طاعمين كاسين راكبين، وفوج يمشون، وفوج تسحبهم الملائكة علي وجوههم. . . ." الحديث.

ثم اختلفوا علي هذا القول في الجمع بين حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - هذا وحديث ابن عباس رضي الله عنهما في "الصحيحين" وغيرهما مرفوعًا: "إنكم تحشرون حُفاةً عُراةً غُرلًا. . . ." الحديث.

فقال الإسماعيلي: الحشر يُعبر به عن النشر أيضًا؛ لاتصاله به؛ وهو إخراج

<<  <   >  >>