للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يُدركه بباب لُدّ فيقتله".

وفي رواية: "ثم ينزل عيسى عليه السلام فينادي من السَّحر فيقول: يا أيها الناس؛ ما يمنعكم أن تخرجوا إلى الكذاب الخبيث؟ ! ويسمعون النداء: جاءكم الغوث. فيقولون: هذا كلام رجل شبعان. وتشرق الأرض بنور ربها، وينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، ويقول: يا معشر المسلمين؛ احمدوا ربكم وسبّحوه -أي: لأنه قُوتهم كما مر-. فيفعلون، ويريدون -أي: أصحاب الدجال- الفرار، فيضيق الله عليهم الأرض، فإذا أتوا باب لُدّ في نصف ساعة فيوافقون عيسى عليه السلام، فإذا نظر -أي: الدجال- إلى عيسى عليه السلام -يقول -أي: لبعض أصحابه-: أقم الصلاة. خوفًا منه، فيقول الدجال: يا نبي الله؛ قد أقيمت الصلاة. فيقول: يا عدو الله؛ زعمت أنك رب العالمين، فلمن تُصلي؟ ! فيضربه بمقرعته فيقتله".

تَنبيه

طريق الجمع (١) بين هذه الروايات: أن عيسى صلوات الله عليه ينزل أولًا بدمشق على المنارة البيضاء -وهي موجودة اليوم- لست ساعات من النهار، وقد مر عن "الفتوحات" أنه يُصلي بالناس صلاة العصر، فيحتمل أنه ينزل بعد الظهر، ثم مع اشتغاله بالقرعة بين اليهود والنصارى يدخل وقت العصر، فيصلي بهم العصر؛ كما في رواية، ثم يأتي إلى بيت المقدس غوثًا للمسلمين، ويلحقهم في صلاة الصبح وقد أحرم المهدي والناس كلهم، أو بعضهم لم يحرموا، فيخرج إليه بعض من لم يُحرم بالصلاة فيأتي والمهدي في الصلاة، فيتقهقر ويقول لعيسى عليه السلام بعض الناس: تقدم. لما رأى تقهقر المهدي، فيضع يده على كتف المهدي أن تقدم، ويقول


(١) وسيأتي إليه الإشارة مختصرًا (ص ٢٧١)، ومال القاري (٥/ ١٩٧) إلى أرجحية رواية بيت المقدس، وأوّل الباقي إليها.
واختار مولانا رفيع الدين ابن الشاه ولي الله في "قيامة نامة" نزوله عليه السلام بجامع دمشق عند صلاة العصر، ورجحه الدَّمنتي في "نور مصباح الزجاجة" (ص ٨٤)، وحكى عن ابن كثير أنه قال: هو الأشهر. (ز).

<<  <   >  >>