للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشبهات": عن عبد الله بن سلام: أتيت عثمان - رضي الله عنه - وهو مَحصُور، فقال: مرحبًا يا أخي، رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الخوخة، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "يا عثمان؛ أحصروك؟ " قلت: نعم. قال: "عطشوك؟ " قلت: نعم. فأدلى لي دلوًا فيه ماء، فشربت حتى رَويتُ، وحتى أني لأجد بَردَهُ بين ثديي وبين كتفي.

فقال - صلى الله عليه وسلم -: "إن شئت نُصرت عليهم، وإن شئت أفطرت عندنا؟ " فاخترت أن أفطر عنده، فقتل ذلك اليوم.

وعن عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: سمعت صوتًا يوم قتل عثمان: "أبشر يا بن عفان برَوْح وريحان، أبشر يا بن عفان بربٍّ غير غَضْبان، أبشر يا بن عفان بغُفران ورِضوان. فالتفت فلم أر أحدًا" رواه أبو نُعيم.

وَروى الطبراني، وأبو نُعيم: عن سهم بن حُبيش قال: دفنا عثمان - رضي الله عنه - ليلًا، فغشينا سوادٌ من خلفنا، فهبناه حتى كدنا أن نَتفرّقَ عنه، فنادى مُنادٍ: لا رَوْعَ عليكم، اثبتوا؛ فإنَّا قد جئنا لنشهده معكم. فكان ابن حبيش يقول: هم والله الملائكة.

وَروى أبو نُعيم، عن عروة - رضي الله عنه - قال: مكث عثمان - رضي الله عنه - في حَشِّ كوكب مطروحًا ثلاثًا لا يدفنونه، حتى هتف بهم هاتف: ادفنوه ولا تصلوا عليه؛ فإنَّ الله عز وجل قد صَلّى عليه.

وكان الذين خرجوا عليه: عبد الرحمن بن عُديس البلوي، وكنانة بن بشر -أحد رؤوس الخوارج-، وآخرون ساروا بأهل مصر، واجتمع عليهم خَلقٌ من أوباشِ الناس، وقُتل عبد الرحمن هذا وأصحابه بعد عام، أو عامين بجبل لبنان.

وقد روى البيهقي، وأبو نُعيم: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يخرج أناس يمرقون من الدَّين كما يَمرُق السهم من الرمية، يُقتلون في جبل لبنان"، أورده السيوطي في "الخصائص".

وروى أبو نُعيم، عن عثمان بن مُرّة، عن أمه؛ قالت: سَمعتُ الجن تَنُوحُ على

<<  <   >  >>