ومنها:"أن له ثلاث صيحات يسمعها أهل المشرق وأهل المغرب، ويتناول الطير من الجو، ويشويه في الشمس شيًا" رواه الحاكم، وابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنهما.
ومنها:"أنه يخوض البحر في اليوم ثلاث خوضات لا يبلغ حقويه، وإحدى يديه أطول من الأخرى، فيمد الطويلة في البحر فيبلغ قعره، فَيُخْرِجُ من الحيتان ما يريد" رواه أبو نعيم عن حذيفة - رضي الله عنه -.
ومنها: أنه يخرج في خفة من الدين وإدبار من العلم، فلا يبقى أحد يحاجّه في أكثر الأرض، ويذهل الناس عن ذكره، وأن أكثر ما يتبعه الأعراب والنساء، حتى إن الرجل ليردّ أمه وبنته وأخته وعمته، فيوثقهن رباطًا مخافة أن يخرجن إليه.
وأنه يأتي فيقول لأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك، وبعثت لك أمك، أتشهد أني ربك؟ فيقول له: نعم. فيتمثل له شيطان على صورة أبيه، وآخر على صورة أمه، فيقولان له: يا بني؛ اتبعه فإنه ربك. فيتبعه.
ومن ثَمَّ قال حذيفة - رضي الله عنه -: لو خرج الدجال في زمانكم لرمته الصبيان بالخزف، ولكنه يخرج في نَقصٍ من العلم، وخِفةٍ من الدين.
تَنبيه
المراد بالأعراب هنا: كل بعيدٍ عن العلماء ساكن في البادية والجبال، سواء كان من الأعراب أو الأتراك أو الأكراد أو غير ذلك؛ لأنهم ليس عندهم ما يميزون به بين الحق والباطل، وأكثر النفوس مائلةٌ إلى تصديق الخوارق.
فائِدَة
قال الحافظ ابن حجر: أخرج أبو نُعيم في ترجمة حسان بن عطية أحد ثقات التابعين من "الحلية" بسندٍ صحيح إليه قال: لا ينجو من فتنة الدجال إلَّا اثنا عشر ألف رجل، وسبعة آلاف امرأة. قال: وهذا لا يقال من قِبَلِ الرأي؛ فيحتمل أن يكون مرفوعًا أرسله، أو أخذه عن بعض أهل الكتاب. اهـ
وينبغي أن يُحْمَل على أن الذين ينجون من الأعراب والنساء هذا القدر؛ لما مر في