إنَّه من نفائس ما كُتب عن أشراط السَّاعة من بدايتها إلى نهايتها إلى أن تطوى صفحة الدُّنيا، معتمدًا في سردها على تبيان من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله وسلم.
ومن المعلوم أن فقه أشراط الساعة ... من الأمور المهمة في الدين، ويدل لذلك آخر حديث جبريل المشهور؛ حيث سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الساعة، ثم علاماتها.
وما ذكر ذلك مع الإسلام والإيمان والإحسان ... إلَّا ليشعر بالأهمية البالغة لهذا الموضوع.
إنَّ لهذا الكتاب مميِّزات يرتفع بها عمَّا سواه، ويختص بها عمَّا عداه؛ فهو ليس من الكتب التي ابتدعت تفسيرات للنصوص، وقصرت علامات من أشراط الساعة على أحداث خاصَّةٍ بظنون اجتهادية، فكبا بأربابها جواد الاجتهاد، ولم تصب كبد الحقيقة.
كما أنَّه لم يسطر ترهات هذى بها بعض الكُتَّاب فيما يتعلق بالأشراط، فكانت أشبه بتنميق الخرَّاصين والكُهَّان؛ لما يزعمون من شقِّ ستار الغيب، واستكشاف الأحداث من لوحه.
ومع كثرة ما كُتب وما سيكتب فى هذا الموضوع ... يبقى هذا الكتاب المبارك مرجعًا علميًا، ومصدرًا هامًا لمن أراد المعرفة والاطلاع، والإحاطة بأحداث آخر الزمان.
نعم؛ أنَّ ميزة هذا الكتاب أنَّه أثريٌّ خالص، وكاتبه محدِّث بارع مشهور، جرى في تأليفه على سنن الأسلاف، وأودع فيه من الفوائد الحديثية والأشراط ما لا يوجد فى سواه، كما ألحق به تعليقات للعلامة المحدِّث محمد زكريا الكاندهلوي رحمه الله، زادت من أهمية الكتاب.
فهو حقًّا من الكتب التي ينبغي أن تقرأ وتقتنى، ومثله يعض الفطن عليه بالنَّواجذ؛ لما تميَّز به من أصالة وعمق واستقصاء، وبعدٍ عن الانحراف والتخمين.
باختصار: هذا الكتاب فيه:
الرؤية المستقبلية للأحداث ... من المنظور النبوي الصادق