للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسأل أبو الحواري ابن عباس رضي الله عنهما: تُكَلِّمُهم أو تَكْلَمُ؟ فقال: كِلا ذلك تفعل؛ تُكَلِّمُ المؤمن وتَكْلُمُ الكافر، وقد مر أنه قيل: إنها الجساسة، وجزم به البيضاوي وغيره.

وقرأ الكوفيون ويعقوب: {أَنَّ النَّاسَ} بفتح الهمزة، والباقون بكسرها علي أنه حكاية معني قولها وحكايتها لقول الله.

ويؤيدهما ما يأتي أنها تُنادي بأعلي صوتها: (إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)، أو استئناف علة لخروجها، أو علة لتكلمها علي قراءة الكسرة، أو علة فحذف الجار علي قراءة الفتح؛ أي: إنما أخرجناها؛ لأن الناس كانوا، أو إنما تكلمهم؛ لأن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.

وعن أبي العالية: أن وقوع القول؛ سَدُّ باب الإيمان والتوبة.

قُلْتُ: وعلي هذا التفسير يكون في القرآن أيضًا الإشارة إلى تأخرها عن طلوع الشمس من مغربها؛ لأنه به يقع القول.

والكلام في حليتها، وسيرتها، وخروجها:

أما حليتها: فعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن لها عُنقًا مُشرفًا؛ أي: طويلًا، يراها من بالمشرق كما يراها من بالمغرب، ولها وجه الإنسان ومنقار كمنقار الطير، ذات وبر وزغب.

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنها ذات عصب وريش.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنها ذات وبر وريش مؤلفة، وفيها من كل لون لها أربع قوائم.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما: زغباء ذات وبر وريش.

وعن حذيفة - رضي الله عنه -: أنها ملمعة ذات وبر وريش، لن يدركها طالب، ولن يفوتها هارب.

<<  <   >  >>