للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها: ظهور كوكب له ذنب:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا سلمان، إذا كان حج الملوك تَنزُّها، والأغنياء للتجارة، والمساكين للمسألة، والقراء رياءً وسمعة فعند ذلك يظهر نجم له ذنب" رواه ابن مردويه.

وهذا الكوكب قد ظهر (١) مرات، آخرها في سنة خمس وسبعين وألف في شهر جمادى الآخرة، بقي شهرًا أو أكثر، وكان يسير سيرًا أسرع من القمر.

فائِدَة

جاء من بلاد النصارى إلى بلاد بني عثمان في سنة سبع وسبعين وألف في شهر جمادى الأولى وأنا إذ ذاك بأدرنة كتابٌ منقوشٌ فيه صورة حيوان، طوله عشرون ذراعًا، وسمكه خمسة أذرع، جسده جسد السمكة، له أربع قوائم، في يديه خمس أصابع كأصابع الأسد، وفي رجليه حافرٌ مثل حافر الفرس، ورأسه رأس الثور، له أربعة قرون، اثنان بين عينيه أسودان، واثنان أصغران بين أذنيه الآخرين واغربَ كلُّ اثنين إلى جهة الآخرين، وعلى فكه الأسفل أربعة كذلك، وله ذنب السمكة، وعلى كفله متصلًا مخلوقٌ نصف إنسان عريان له أربع أيدي، في كل واحدة خمس أصابع، وله ذؤابتان سوداوان، ولحيةٌ، وثديان كثدي المرأة.

ومضمون الكتاب: أنَّ هذا الحيوان صار في جبال الإفرنج حين ظهر هذا النجم في سنة خمس وسبعين، وأنه ظهر على جسده مثل النجم المذكور، وهلك بِنَفَسِهِ خلقٌ كثير من دواب الأرض، وأنهم رموه بالمجانيق فلم تؤثر فيه، وأهلك منهم اثنين وثلاثين ألف آدمي، ثم بَعُدَ مُدةً عنه ذلك الكوكب الذي ندي عليه، فرموه بالمنجنيق فقتلوه، وكتبوا بذلك إلى البلدان، والله على كل شيء قدير.


(١) وقد ظهر بعد ذلك أيضًا مرات، وقد ظهر في هذا الشهر المحرم سنة (١٣٦٨ هـ) منذ أيام، يظهر كل يوم في آخر الليل، وتكلم المجدد السرهندي -رحمه الله- في "مكاتيبه" (٢/ ١١٨) في المكتوب الثامن والستين كلامًا مبسوطًا (ز).

<<  <   >  >>