الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم يردم عليهم؛ لئلا يكذبوه بعد ذلك، وتسمى بالمهدي المعصوم.
ثم خرج الملحد عبيد الله بن ميمون القداح، وكان جَدُّهُ يهوديًا من بنت مجوسي، فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت، وادعى أنه المهدي الذي بشر به النبي - صلى الله عليه وسلم -، وملك وتغلب واستفحل أمره، إلى أن استولت ذريته الملاحدة المنافقون الذين كانوا أعظم الناس عداوة لله ورسوله على بلاد المغرب ومصر والحجاز والشام، واشتدت غُربة الإسلام ومحنته ومصيبته، وكانوا يدعون الإلهية ويدعون أن للشريعة باطنًا يخالف ظاهرها، وهم ملوك الفاطمية الباطنية أعداء الدين، فتستروا بالرفض والانتساب إلى أهل البيت، ودانوا بدين أهل الإلحاد.
ولم يزل أمرهم ظاهرًا إلى أن أنقذ الله الأمة، ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف بن أيوب، فاستنقذ الملة الإسلامية منهم وأبادهم، وعادت مصر دار إسلام بعد أن كانت دار نفاق وإلحاد في زمنهم.
انتهى ملخصًا بمعناه.
وقد مرت الإشارة إلى بعض قبائحهم، وبدعهم، وكفرهم، وإلحادهم في الباب الأول.
أقول: وقد ذكر الشيخ علي المتقي في رسالةٍ له في أمر المهدي: أن في زمانه خرج رجل بالهند ادعى أنه المهدي المنتظر واتبعه خَلقٌ كثير، وظهر أمره وطار صيته، ثم إنه مات بعد مدة، وأن أتباعه لم يرجعوا عن اعتقادهم.
قُلْتُ: وقد سمعت كثيرًا من القادمين من بلاد الهند إلى الحرمين من العلماء والصلحاء، أن أولئك القوم إلى الآن على ذلك الاعتقاد الخبيث، وأنهم يعرفون بالمهدوية، وربما سموا بالقتالية؛ لأن كل من قال لهم: إن اعتقادكم باطل. قتلوه، حتى إن الرجل الواحد منهم يكون بين الجمع الكثير من المسلمين، فإذا قيل له: إن اعتقادك باطل قتل القائل، ولا يبالي أيقتل أو يَسلم، وهم خَلقٌ كثير، وقد ضموا إلى ذلك الاعتقاد بدعًا أخر خرجوا بها عن سواء الصراط.
أخبرني بهذا جَمعٌ من ثقات أهل الهند.
وظهر بجبال شهرزور وأنا طفل إذ ذاك بقريةٍ يقال لها: أزمك -بهمزة مفتوحة