للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر البقاعي في "سر الروح" أنَّ ابن المراغي قال في "تاريخ المدينة"، وفي "المنتظم" لابن الجوزي: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ مرفوعًا: "ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض فيتزوج ويولد له، فيمكث خمسًا وأربعين سنة، ثم يموت فيه، فيدفن معي في قبري، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم من قبر واحد بين أبي بكر وعمر".

وعزاه القرطبي في آخر "تذكرته" إلى أبي حفص المَيّانشي. اهـ

تَذنيبٌ

وقع لبعض جهلة عوام الحنفية أنه ادعى أن كُلا من عيسى عليه السلام والمهدي يقلدان مذهب الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه -، وذكره بعض مشايخ الطريقة ببلاد الهند في تصنيفٍ له بالفارسية شاع في تلك الديار، وكان بعض من يَتوسم بالعلم من الحنفية ويتصدر للتدريس يُشْهِرُ هذا القول ويفتخر به، ويقرره في مجلس درسه بالروضة النبوية.

فَذُكِرَ لي ذلك، فأنكرته وجهلتُ قائله وناقله ومقرره، فلما بلغه إنكاري نسبني إلى التنقيص في حق الإمام أبي حنيفة - رضي الله عنه -، وحاشاه من ذلك، ولو سمعه الإمام أبو حنيفة - رضي الله عنه - لأفتى بتعزير، أو تكفير قائله.

ثم بعد مدة وقفت للشيخ علي القاري الهروي نزيل مكة المشرفة رحمه الله على تأليف سماه: "المشرب الوردي في مذهب المهدي"، نقل فيه هذا القول، ورد عليه ردًا شنيعًا وجهله، فأرسلت بالكتاب لمجلس درسه، فقرئ عليه وافتضح بين تلامذته.

فلننقل كلام الشيخ عليٍّ هنا مختصرًا؛ فإنه أعون على قبول عوام الحنفية؛ فإنهم جامدون على نُقُول أهل مذهبهم وإن لم يتعلق بالفقه.

قال رحمه الله: ولقد عارضني في هذه القضية -يعني: مسألة التقليد المذكورة- من هو عارٍ من الفضيلة بالكلية، وأبرز نقلًا مما كتب في قفا الدفاتر يقطع ببطلانه حتى ذو العقل القاصر، ومع هذا فهو منقولٌ من كتاب مجهول، وقد صرح الإمام ابن الهمام بعدم جواز النقل من غير الكتب المتداولة، سواء العلوم الأصلية والفرعية، ثم

<<  <   >  >>