للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"سِتٌّ فيكم أيتها الأمة". فقال في الخامسة: "وهدنةٌ تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيجمعون لكم تسعة أشهر كقدر حمل المرأة، ثم يكونون أولى بالغدر منكم" رواه أحمد.

ومنها: أن يكون لخمسين امرأة قيمٌ واحد.

ومنها: أن لا يفرح بميراث ولا بغنيمة.

وهذان كلاهما يقع في الملحمة العظمى حتى يتعادَّ بنو الأب الواحد؛ كانوا مئة فلا يبقى منهم إلَّا الرجل الواحد، ويكون لخمسين امرأة قيم واحد.

ورَوى الستة غير أبي داود: عن أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا: "إن من أشراط الساعة أن يقل الرجال ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد".

ومرَّ: "لا تقوم الساعة حتى لا يُقسم مِيراث، ولا يُفرح بغنيمة".

تَنبيه

قيل: كثرة النساء؛ سببه: كثرة الفتن المُورثة لكثرة القتل في الرجال؛ لأنهم أهل الحرب دون النساء. انتهى

ويدل له حديث الملحمة، حيث ذكر كثرتهن بعد قتل الرجال.

لكن قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" في (باب العلم): الظاهر أنها علامةٌ محضةٌ لا لسبب آخر، بل يُقدِّر الله في آخر الزمان أن يقل من يُولد من الذكور، ويكثر من يُولد من الإناث.

قال: وكون كثرة النساء من العلامات مناسبٌ لظهور الجهل ورفع العلم؛ أي: فعلى هذا ينبغي أن تُذكر عند رفع العلم، لكن استطردناها هنا للمناسبة.

ثم قال الحافظ ابن حجر: قوله: "لخمسين" يحتمل أن يراد به حقيقة هذا العدد، أو يكون مجازًا عن الكثرة.

ويؤيده: أن في حديث أبي موسى - رضي الله عنه -: "وترى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة" انتهى

<<  <   >  >>