للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقام الأول في اسمه، ونسبه، ومولده، ومبايعته، وَمُهَاجره، وحليته، وسيرته

أما اسمه: ففي أكثر الروايات أنه: محمد، وفي بعضها أنه: أحمد، واسم أبيه عبد الله، فقد ورد، بل صَحَّ عنه - صلى الله عليه وسلم -؛ كما عند أبي داود، والترمذي، وقال: حسن صحيح. عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: "يُواطئ -أي: يُوافق- اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي".

وتعسف بعض الشيعة فقالوا: إنَّ هذا تحريف، والصواب: اسم أبيه اسم ابني -بالنون-، يعني: الحسن، أو أنَّ المراد بأبيه: جده؛ يعني: الحسين، والمراد باسمه: كُنْيتُه، فإنَّ كُنيةَ الحسين: أبو عبد الله، فمعناه: أنَّ كُنية جده الحسين توافق اسم ولد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وذلك لاعتقادهم أنه محمد بن الحسن العسكري.

وهو بَاطلٌ من وجوه:

أما أولًا: فلهذه التعسفات.

وأما ثانيًا: فلأنَّ محمد بن الحسن هذا مات، وأخذ عمه جعفر مِيراث أبيه الحسن.

وأما ثالثًا: فلأنَّ المهدي يُبايَعُ وهو ابن أربعين سنة، أو أقل، ولو كان هو لزاد عن سبع مئة سنة.

وأما رابعًا: فلأنَّ مولد المهدي المدينة، بخلافه.

وأما خامسًا: فلأنَّ رواية ابن المُنادي عن عليّ عليه السلام: "فيجيء الله بالمهدي محمد بن عبد الله".

بل وكثيرٌ من الأحاديث صريحةٌ في رَدِّ ما قالوه.

وُوجوهٌ أُخر لا نُطِيل الكلام بذكرها.

<<  <   >  >>