المدينة بالخلافة، وكان يقال: إنه المهدي، قتل هو بالمدينة، وقتل أخوه إبراهيم بن عبد الله بالعراق، ومات أبوهما في الحبس.
ومنها: طلوع الرايات السود من قبل خراسان:
عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقاتلونكم قِتالًا شديدًا لم يقاتله قوم مثله، فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوًا على الثلج؛ فإنه خليفة الله المهدي" رواه ابن ماجه، والحاكم وصححه.
ومعنى كونه المهدي: أنَّ الرايات تصير إليه وتنصره.
عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يأتي قومٌ من قبل المشرق معهم رايات سود، فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون، فينصرون، فيعطون ما سألوا، فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي، فيملؤها قِسطًا كما ملؤوها جورًا، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوًا على الثلج". رواه ابن أبي شيبة، وابن ماجه (١).
تَنبيه
هذه الرايات السود غير الرايات السود التي أتت لنصر بني العباس، وإن كان كل منهما من قبل المشرق من أهل خراسان وقاتلت بني أمية؛ لأن هؤلاء قلانسهم سُود وثيابهم بيض، وأولئك كل ثيابهم سود، أو لأن هذه الرايات صغار، وتلك كانت عِظامًا، ولأن هذه يَقْدمُ بها الهاشمي الذي على مقدمته شعيب بن صالح التميمي، وتلك قَدمَ بها أبو مسلم الخراساني، ولأن هذه تقاتل بني أبي سفيان، وتلك قاتلت بني مروان.
وقد صرح بذلك في رواية سعيد بن المسيب - رضي الله عنه -، مُرسلًا قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تخرج من المشرق رايات سود لبنِي العباس، ثم
(١) ذكره ابن الجوزي في "الموضوعات"، ورد عليه الحافظ ابن حجر في "القول المسدد" (ص ٤٥) (ز).