ألا إنَّ هذا المسيح الكذاب، وإنه لا يفعل بعدي بأحدٍ من الناس. فيقول الدجال: والذي أحلف به؛ لتطيعني، أو لأذبحنك ولألقينك في النار. فيقول: والله لا أُطيعك أبدًا. فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسًا، فلا يستطيع إليه سبيلًا".
وفي رواية: "فيوضع على جلده صفائح من نحاس، فلا يحيك فيه سلاحهم، فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به، فيحسب الناس أنما قذفه في النار، وإنما ألقي في الجنة".
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هذا أقرب امرئٍ درجة مني، وأعظم الناس شهادة عند رب العالمين".
تَنبيه
هذا الرجل المؤمن هو الخَضِرُ عليه السلام على الأصح؛ كما صرح به في بعض الأحاديث الصحيحة، ودل عليه الكشف الصحيح.
أما الأحاديث فكثيرة:
منها: ما رواه ابن حبان في كتاب التوحيد من "صحيحه" في ذكر الدجال أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "ولعله يدركه بعض من رآني، أو سمع كلامي".
وهذا البعض هو الخَضِرُ لأمور:
أحدها: أن من عدا الخضر وعيسى عليهما السلام لم يبق أحدٌ ممن رآه - صلى الله عليه وسلم - بالإجماع، وليس هذا هو عيسى عليه السلام؛ لأن عيسى عليه السلام يقتل الدجال، وهذا الرجل يقتله الدجال.
ثانيها: رَوى الدارقطني في "الأفراد": عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "نُسِئَ للخضر في أجله حتى يُكذّب الدجال". وله شاهدٌ صحيح.
ففي "صحيح مسلم" عقب رواية عبيد الله بن عبد الله بن عتبة؛ أي: عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال أبو إسحاق: هو إبراهيم بن محمد بن سفيان الزاهد راوي "صحيح مسلم" عنه، يقال: إنَّ هذا الرجل هو الخَضِر عليه السلام.