للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المقام الثالث في خروجهم، وإفسادهم، وهلاكهم

فقد ورد في حالهم عند خروجهم، ما أخرجه مسلم من حديث النواس بن سمعان بعد ذكر الدجال وهلاكه على يد عيسى عليه السلام وغيره قال: "ثم يأتيه -يعني: عيسى عليه السلام- قومٌ قد عصمهم الله من الدجال، فيمسح وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: أن قد أخرجت عبادًا لي لا يَدَان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج فيخرجون على الناس، فينشفون الماء، ويتحصن الناس منهم في حصونهم، ويضمون إليهم مواشيهم، ويشربون مياه الأرض حتى إن بعضهم ليمر بالنهر فيشربون ما فيه، حتى يتركوه يبسًا، حتى إن من يمر من بعدهم ليمر بذلك النهر فيقول: قد كان ههنا ماء مرة. حتى إذا لم يبق من الناس أَحَدٌ إلا أخذ في حصن أو مدينة، ويمرون ببحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقول: لقد كان بهذه مرة ماء. ويحصر عيسى نبي الله وأصحابه، حتى يكون رأس الثور ورأس الحمار لأحدهم خيرًا من مئة دينار".

وفي روايةٍ لمسلم وغيره: "فيقولون: لقد قتلنا من في الأرض، هَلُمَّ فلنقتل من في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيردها الله عليهم مخضوبة دمًا".

وفي رواية: "ثم يهز أحدهم حربته ثم يرمي إلى السماء، فترجع إليه مخضبة دمًا للبلاء والفتنة، فيرغب نبي الله وأصحابه إلى الله، فيرسل عليهم النَّغَف في رقابهم".

وفي رواية: "دودًا كالنغف في أعناقهم -وهو بفتح النون والغين المعجمة: دودٌ يكون في أنوف الإبل والغنم- فيصبحون موتى كموت نفسٍ واحدة لا يسمع لهم حس، فيقول المسلمون: ألا رجل يشري لنا نفسه فينظر ما فعل هذا العدو؟ فيتجرد رجل منهم محتسبًا نفسه قد وطنها على أنه مقتول، فينزل فيجدهم موتى بعضهم على بعض، فينادي: يا معشر المسلمين؛ ألا أبشروا إن الله عز وجل قد كفاكم عدوكم.

<<  <   >  >>